إن ما قامت به الشركات الوطنية للاتصالات في أعقاب موسم حج العام المنصرم بتكريمها لعائلة الشهيد الباكستاني "فرمان علي خان " الذي استشهد وهو يقوم بإنقاذ آخرين في سيول جدة لهو مما يثير الإعجاب الذي أتى في حين أن كثيراً من الجهات الحكومية المعنية بشؤون المجتمع لا زالت تسائل نفسها ( من هو فرمان علي خان ؟ ) . للحقيقة .. خطوة رائدة من الشركة تستحق الإشادة ، ليس لذات التكريم وحسب .. بل لأنها أعطت انطباعاً إيجابياً عن الوطن بأكمله في نفوس المكرمين وبيضت وجوهنا أمام العالم أقلها أننا وطن وشعب يحفظ الود ولا ينسى الجميل.. ومن جهة أخرى فقد أثبتت الشركة نفسها أنها شركة وطنية بامتياز تستحق أن يطلق عليها " الشركة الوطنية " . أنا متأكد أنني لست الوحيد الذي لفتت انتباهه هذه المبادرة لاسيما أن المجتمع لم يعتد على مشاركة القطاع الخاص في الشأن المجتمعي عموماً وشؤون الأفراد خصوصاً ، إذ ترسخ في الأذهان أن علاقة المجتمع بالمؤسسات التجارية ليست أكثر من علاقة عميل ومقدم خدمة فقط ، لذا فإن أية خطوة كريمة من قبل الشركات تجاه المجتمع يقابلها الناس بكل حفاوة وترحاب ، ومن ناحية أخرى أرى أن مجرد استشعار الشركات لقيمة العمل الاجتماعي دليل على عمق وعي القائمين عليها وسعة إدراكهم بمفهوم الوطن والمواطنة ، ويوحي عن مدى تعاطيهم الإيجابي مع المجتمع الذي فيه ومنه وبه تنمو إيراداتها وتربو مكاسبها ، ولا أخال عملاء شركة الاتصالات السعودية إلا راضين عنها من هذا الباب لسبب بسيط أنهم يستشعرون ( نوعاً ما ) أن بعضاً من المبالغ الباهظة التي يدفعونها نظير خدماتها ساهمت بشكل أو بآخر في نفقات مثل هذه النشاطات المهمة ومنها تكريم عائلة الشهيد فرمان . لكن السؤال .. هل الشركة ماضية على هذا النهج ؟ إن كانت كذلك .. وهذا العشم طبعاً .. فأرجو ألا تتجاهل عائلة ( ريما النهاري ) وزميلاتها المعلمات في مدرسة " براعم الوطن " اللائي سطرن ملحمة تاريخية للبطولة والتضحية والفداء لا تقل عن فدائية الشهيد فرمان سيما وأن وزارة التربية والتعليم لا زالت مشغولة في تنزيه يدها عن مسببات الكارثة. [email protected]