قابلت "مريم"، المرأة السودانية المتهمة ب"الردة" والمعفو عنها، البابا في روما عند وصولها إلى العاصمة الإيطالية، بعدما أمضت نحو شهر في السفارة الأميركية بالخرطوم. وكانت مريم يحيى إبراهيم إسحاق قد استقلت وعائلتها طائرة إيطالية حكومية مع نائب وزير الخارجية الإيطالي لابو بيستيلي. وكان في استقبال مريم في مطار روما، رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي وزوجته. وبعد وصولها إلى روما توجهت مريم وعائلتها إلى الفاتيكان حيث استقبلها البابا وباركها هي وابنتها مايا التي ولدتها في السجن بالسودان قبل شهرين. وذكر المتحدث باسم الفاتيكان، فريديريكو لومباردي، أن لقاء البابا بمريم وزوجها وولديهما كان "عاطفاً" جداً. وتابع لومباردي: "البابا شكر مريم وأفراد عائلتها لشاجعتهم وايمانهم المستمر. أما مريم فأعربت عن امتنانها للبابا للدعم الكبير والراحة التي وفرها لها عبر صلاوته". يكر أن زيارة مريم وعائلتها لروما من تنظيم الحكومة الإيطالية بالتنسيق مع الحكومة السودانية. وولدت مريم لأب مسلم وأم مسيحية، وبالتالي فهي وفق التفسير السوداني للشريعة الإسلامية تعتبر مسلمة ولا يحق لها اعتناق دين آخر، فيما تولت والدتها المسيحية تربيتها. وكانت الخرطوم قد تعرضت لضغوط دولية ومحلية بشأن حكم الإعدام الذي أصدرته محكمة سودانية على طبيبة اعتنقت المسيحية في 15 مايو الماضي، وفيما أبدت واشنطن انزعاجها من حكم الإعدام ودعت الخرطوم لاحترام حرية الأديان، وفقاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، قالت الخارجية الإيطالية إن روما تعمل على إنقاذ حياة الطبيبة مريم. واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الإنترنت السودانية بجدل فقهي واسع على خلفية هذه القضية، وتباينت آراء النشطاء حول مدى شرعية حكم الإعدام بحق مريم، خاصة أنها ذكرت أمام المحكمة أنها مسيحية ولم ترتد عن الإسلام.