أوصد مساعد الرئيس السوداني السابق، القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم نافع علي نافع، الباب أمام تشكيل حكومة قومية في البلاد. وقال: «واهم من يعتقد أننا بعد 25 عاماً من الحكم سنعمل على تفكيك مسامير النظام ونضعها في طاولة للحوار مع العلمانيين وإخوان الشيطان». وأكد نافع الذي كان يخاطب حشداً جماهيرياً في ولاية نهر النيل (شمال البلاد)، وجود تقارب كبير مع حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي للاتفاق حول مجمل القضايا التي تهم البلاد. وأعلنت «آلية الحوار الوطني» التوصل إلى خريطة طريق، فيما تعثر التفاهم على مطالب المعارضة التي تشمل تشكيل حكومة انتقالية ومراجعة قانون الانتخابات الذي أُدخلَت عليه تعديلات أخيراً. وأشار نافع إلى الضبابية التي تحيط بموقف حزب الأمة من الحوار الوطني، مصنفاً أحزاب المعارضة، بين تيارات تدعم الإسلام والإسلام السياسي و «العلمانيين وإخوان الشيطان». ووصف نافع حزب المؤتمر الوطني الحاكم بأنه «الحزب الأقوى في العالم من حيث التنظيم والقواعد»، مطالباً قواعده «بعدم الالتفات إلى ضعفاء النفوس داخل الحزب». وأطاح تشكيل وزاري واسع أُجري في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، نافع الذي كان يشغل منصبي مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني، كما أطاح نائبَي الرئيس علي عثمان محمد طه والحاج آدم يوسف. من جهة أخرى، تمكنت السيدة السودانية مريم إبراهيم إسحق التي كانت اتُهمت ب «الردة والزنا»، من مغادرة الخرطوم ووصلت إلى العاصمة الإيطالية روما أمس، بعد تعثر مغادرتها السودان منذ أكثر من شهر ما اضطرها للبقاء في السفارة الأميركية مع عائلتها. وتفاوض ديبلوماسيون غربيون خلال الأسابيع الماضية مع السلطات السودانية للسماح لمريم بمغادرة السودان. وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي لدى لقائه مريم وزوجها دانيال واني وطفليهما مارتن ومايا: «اليوم هو يوم احتفال». وأشاد رئيس الوزراء بوزيرة خارجيته فيديريكا موغيريني التي قادت المفاوضات مع الخرطوم وسمحت في خواتيمها للأسرة بمغادرة السودان ورافقتهم إلى إيطاليا، على متن طائرة تابعة لسلاح الجو الإيطالي. وأبدت الوزيرة الإيطالية ارتياحها لمغادرة مريم السودان. وقالت: «أقلعت طائرتنا من الخرطوم عند الثالثة فجراً. ستقضي مريم أياماً عدة في روما، قبيل مغادرتها إلى نيويورك». وأمرت محكمة سودانية في 23 حزيران (يونيو) الماضي بالإفراج عن مريم بعد أن حُكم عليها بالإعدام لاتهامها بالردة.