حفرة ليست كغيرها من الحفر المنتشرة في مدينة جدة، إذ شقت الأرض شقاً، حتى أصبحت حديث المجالس، ومشهد رعب من مشاهد أمانة جدة. وظلت الحفرة الواقعة في شارع «بن لادن» لأكثر من شهر وهي تحصد المركبات والدراجات النارية والهوائية، إضافة إلى العابرين بجانبها من المتسوقين وملاك المحال التجارية. وقال أحد ملاك المحال المجاورة للحفرة محمد اليماني أنه لا يمكن أن يمر يوم من دون أن تسقط مركبة فيها، ما يستدعي تدخل المارة بمساعدة المركبة المتضررة، والتي دائماً ما تلحق بها تلفيات ليست بالبسيطة. وتطرق إلى أحد المواقف التي لا تنسى قائلاً بحسب صحيفة الحياة : «سقطت مركبة فيها امرأة حامل في أشهرها الأخيرة بالحفرة، وهرعنا كالعادة لإنقاذ المركبة ومن بداخلها، فخرج صاحبها يستغيث بنا لإنقاذ زوجته التي دخلت في نوبة بكاء وألم شديدين، واتصلنا على الفور بالهلال الأحمر، إذ تسببت الحادثة في أضرار صحية ونفسية ومادية كان منها فقدانه لطفله». وأوضح رشاد بيومي أحد الساكنين بقربها أن الحفرة «اللعينة» كما وصفها سببت لهم ولأسرهم ومستخدمي الطريق تلفيات عدة لا تعد ولا تحصى، مضيفاً: «قمنا بتعبئتها بمجموعة من الكفرات والخشب لحماية المستخدمين ولكن دون فائدة، بل إن بعضهم يصطدم بتلك العصي، ما يسبب له مشكلات مضاعفة». وبيّن أنهم رفعوا شكوى لبلدية الجامعة التي يتبعونها ولم تستجب، ما استدعى تكرار الشكوى مرات عدة، واللجوء إلى الأمانة، إلا أن حظ شكواهم لم يكن جيداً، مستدلاً بوجود الحفرة حتى الآن. أما المواطن أحمد الغامدي قال: «من سوء حظي، أنه كان لدي بعض الأغراض في سوق بن لادن، فاتجهت مباشرة إلى هناك، ولم أعلم بموقع الحفرة الأشبه بالمصيدة، ولم أحس بنفسي إلا وأنا واقع بها، وكأني تعرضت بالفعل إلى حادثة سير من قوة الارتطام الذي سبب لي بعض الرضوض المتفرقة في جسدي، أما مركبتي فتعرضت لمشكلات عدة، إذ كسر المقص ومقدمة المركبة والتي كلفتني كثيراً خلاف بعض الأضرار الأخرى التي لحقت بالمركبة». وتساءل الغامدي من الذي يعوضني في خسائري المادية والصحية التي تكبدتها بسبب تلك الحفرة؟. أوضح المتحدث الرسمي لأمانة محافظة جدة بالنيابة سامي الغامدي خلال حديثه إلى «الحياة» أن الأمانة معنية بمعالجة إشكالات الحفر في شكل عام سواء حفرة شارع بن لادن أم سواها من الحفر. وقال: «إنه في حال وجود أية حفر فنرجو من المواطنين تقديم بلاغ للأمانة فوراً وتحديد اسم الشارع والموقع بعد ذلك يكون البلاغ مسجلاً لدينا، ويتم إرسال رقم البلاغ للمشتكي ويكون معلقاً إلى أن يتم حل المشكلة، وهذا هو واجب الأمانة، وهدفنا هو راحة المواطن». وبيّن أنه من الممكن تقديم البلاغ من طريق الاتصال بالرقم 940، إذ سيتعامل الموظف مع مقدم الشكوى أو من طريق المستكشف الجغرافي الموجود في الأجهزة الذكية، إضافة إلى بعض التطبيقات الأخرى. وأكد أن الأمانة بابها مفتوح لكل المراجعين، إضافة إلى البلديات الفرعية التي تستقبل الطلبات، مشيراً إلى أن زمن تقديم الخدمة يتفاوت من مشكلة إلى أخرى، إذ إن بعضها يتم في الوقت نفسه ويكون هناك مندوب ومرافق لها، كما أن الشكاوى تكون مرتبطة بالإدارات المعنية. وأضاف: «إذا لم يتم إصلاح الخلل فإن البلاغ يبقى مفتوحاً على الإدارة إلى أن يتم حل المشكلة».