أظهرت دراسة نشرت في "نشرة علم النفس الدولية" وأجريت على عائلات في الولاياتالمتحدة والصين أن معظم الآباء والأمهات يكذبون على أطفالهم لمحاولة التأثير على سلوكهم وفحصت الدراسة استخدام "الكذب الهادف" وتوصلوا الى أن السواد الأعظم من العائلات في الولاياتالمتحدة والصين يستخدمه، استنادا الى عينة من 200 عائلة تناولتها الدراسة، حسب ماورد في بي بي سي بالعربية. ومن أكثر أشكال الكذب شيوعا في كل من الولاياتالمتحدة والصين تظاهر الوالدين بأنهما سيتابعان طريقهما ويتركان الطفل لوحده، وهذه الكذبة تستخدم حين يكون على الولدين مغادرة مكان ما بينما يرغب الطفل في البقاء. وتتراوح وسائل الإقناع بين اللجوء لمساعدة "حورية الأسنان" وترهيب الأطفال بأنهم سيصابون بالعمى ما لم يأكلوا صنفا معينا من الخضروات. ومن الأمثلة الأخرى الشائعة أن يعد الوالدان الطفل بشراء ما طلبه في المرة القادمة. وقد قسم الباحثون أشكال الكذب المستخدمة إلى فئات، بعضها مرتبط بسلوك الطفل والرغبة في تغييره، من خلال تهديده باستدعاء الشرطة مثلا، أو أن شخصا ما سيخطفه. وهناك "الكذب الإيجابي" أو المرتبط بحماية مشاعر الطفل كأن يقولوا له إن حيوانه الأليف ذهب ليعيش في مزرعة الأقارب، في ظروف أفضل. وهناك "الكذب الهادف" لإخراج الوالدين من مأزق، من قبيل "لم أحضر نقودا معي" إذا طلب الطفل شيئا لا يرغبان بشرائه. ولم يجد الباحثون فروقا تذكر بين طبيعة الكذب الذي يلجأ إليه الآباء والأمهات. وبالرغم من أن ما يسمى بالكذب الهادف منتشر بكثرة في البلدين الذين أجريت فيهما الدراسة، إلا أنه منتشر بدرجة أكبر في الصين منه في الولاياتالمتحدة. ووجد الباحثون أن الوالدين كثيرا ما يلجآن للكذب الهادف للترغيب في سلوك معين مثل إقناع الطفل بأكل أنواع محددة من الخضار، كالبروكولي والسبانخ، وإخبار الطفل أنه سيزداد طولا لو أكلها. وترى الدراسة أن اللجوء الى الكذب كما في الحالات السابقة قد يؤثر على العلاقات داخل العائلة حين يكبر الأطفال. وانتهت الدراسة إلى أن الموضوع يطرح إشكالية أخلاقية حول ما إذا كان كذب الوالدين مبررا، وفي أي الحالات يكون كذلك.