في عام 2009 أعلن رئيس فايسبوك التنفيذي مارك زوكربيرغ ان مهمة شبكة التواصل الاجتماعي التي أسسها هي "فتح العالم وربطه". وبعد ثلاث سنوات يبدو ان العالم فهم الرسالة واستجاب لها. تكشف مجموعة جديدة من الخرائط التي اعدها خبير الشبكات الاجتماعية فنسينزو كوسينزا ان فايسبوك موجود في كل بلد تقريبا من بلدان العالم وان خريطته لشهر كانون الأول(ديسمبر) 2012 تبين ان موقع فايسبوك يتبوأ الصدارة الآن في 127 من اصل 137 بلدا تتابعها شركة اليكسا المختصة بتحليل حركة الانترنت. ويزيد عدد مستخدمي فايسبوك في هذه البلدان على مليار مستخدم في الشهر. وتشكل آسيا المصدر الرئيسي لهذا النمو ب 278 مليون مستخدم تليها اوروبا ب 251 مليونا ، كما يقول موقع ذي نيكست ويب. ورغم ان زوكربيرغ اميركي فان اميركا الشمالية تأتي ثالثة في عدد مستخدمي فايسبوك ب 243 مليون مستخدم. ولم تبق إلا قلة من البلدان التي لم تُنجز فيها مهمة فايسبوك لفتح العالم وربطه ، وان الدول التي لم يخترقها موقع التواصل الاجتماعي العملاق هي عادة دول تُمارس فيها رقابة حكومية واسعة. وفي روسيا هناك شبكة إجتماعية إقليمية تتمتع بشعبية أوسع فيما يُحجب موقع فايسبوك بانتظام في الصين بسبب استخدام الموقع منبرا لتنظيم الاحتجاجات ، كما تلاحظ صحيفة واسنطن بوست. وفي إيران تقدَّم الى الصدارة موقع كلوب الاقليمي للتواصل الاجتماعي بعد ان حجبت حكومة طهران موقع اوركوت الذي كان واسع الشعبية وتديره شركة غوغل حاليا. وتتعهد صفحة كلوب الرئيسية بأن تتماشى موادها مع القانون في ايران. ولكن رغم عمليات الحجب والرقابة فان عددا كبيرا من الايرانيين ما زالوا يستخدمون فايسبوك. وتكشف خارطة أخرى ان هناك خمس شبكات اجتماعية كبرى بالمقارنة مع 17 شبكة في حزيران(يونيو) 2009. وتبين الاتجاهات التي ترسمها هذه الأرقام فاعلية فايسبوك في استدراج المستخدمين في البلدان الأخرى بعيدا عن مواقعهم المحلية رغم ان المهمة تصبح أسهل حين يبلغ عدد مستخدمي الشبكة كتلة حرجة في أي منطقة بعينها. وهناك دلائل على ان عملاق التواصل الاجتماعي يلاحق بنشاط ما تبقى من مواقع لا تستخدم فايسبوك. وفي تشرين الأول(اكتوبر) اجتمع زوكربيرغ مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف وقال انه حاول اقناع المطورين في روسيا ببناء مزيد من المنصات على فايسبوك. كما حاولت شركة فايسيوك استدراج المستخدمين الصينيين ولكن جدار النار العظيم قد يكون حاجزا عاليا حتى فايسبوك لا يستطيع ان يجتازه. عندما عقد زوكربيرغ قرانه على صديقته الأميركية ذات الأصلي الصيني بريسيلا تشان في الربيع الماضي اشارت صحيفة واشنطن بوست الى نكتة اصبحت متداولة في الصين بالمناسبة. وتذهب النكتة الى ان تشان اخذت زوكربيرغ الى بيت عائلتها في شنغهاي لتقديمه اليهم. وحين سألوه عن عمله اجاب "أنا أُدير اوسع المواقع شعبية في العالم". وربطوا فايسبوك بمتصفحهم ولكنه لم يظهر على الشاشة. فقال اهل العروس لزوكربيرغ "أنت محتال! ان فايسبوك هذا لا وجود له".