لا يوجد تشخيص في التحليلات الطبية يحمل تسمية " تعب الربيع "، غير أن الأطباء والناس يعرفون هذا المصطلح بشكل عملي من خلال الإشكالات الصحية التي يحملها حلول الربيع معه والتي تتأتى في الأغلب من قلة الشمس والشعور بالتعب النفسي والاستنفاذ والشعور بالتوتر وقلة النوم وتناول الطعام الدسم وقلة الحركة ... حيث تستيقظ في فصل الربيع كل الكائنات الحية والأشياء ، فالشمس تضيء بشكل أكبر في اليوم ويغدو الجو دافئا ، غير انه نتيجة لطول فترة الشتاء فان الأذهان يكون مثبتا فيها بان اليوم قصير والشمس فيه قليلة والمعروف بان قلة الشمس تثير لدى الإنسان الشعور بتعكر في المزاج وبنقص في القوة . وينصح الأطباء لمواجهة هذا الأمر بالقول انه بمجرد ظهور الشمس يتوجب القيام بنزهات طويلة وتعريض الجسم لإشعاعات الشمس مؤكدين أن تعريض الجسم للشمس في هذا الفصل من العام يمنح الجسم الطاقة ويجعل الإنسان يشعر بالراحة . التعب النفسي والشعور بالاستنزاف يؤدي التعب النفسي والشعور بالإرهاق والاستنزاف إلى إضعاف مناعة الجسم ولذلك يحذر الأطباء من المبالغة في العمل وتحمل الهموم ، منبهين إلى أن مثل هذه الضغوط يمكن تحملها لعام وعامين وربما لمدة خمسة أعوام ، غير أن هذه التوترات والضغوط النفسية تتراكم في الجسم وتؤدي إلى تراجع المناعة فيه الأمر الذي يظهر في ضعف المقدرة على الوقاية من الأمراض المعدية كما كان الأمر في السابق ولذلك يتم التقاط الأنفلونزا والاسهالات والرشح ويبدأ الشعور بالألم في المفاصل والشعور بتوتر عام في الجسم . ويمكن تجنب التعب النفسي من خلال الإدراك بان العمل ليس هو الحياة وإنما جزء منها ولذلك يتوجب إضافة إلى العمل التمتع بالراحة والاسترخاء وممارسة الهوايات و توفير الوقت اللازم للقاء الأصدقاء وقراءة كتاب ممتع و التوجه إلى السينما والمسرح و حضور حفلات موسيقية أي باختصار . ولا يستطيع كل شخص بطبيعة الحال القيام بذلك لان البعض يعتقدون بان الشيء الرئيسي هو العمل لأنه يمثل مصدر الدخل المادي وهنا ينصح المختصون النفسيون بالإدراك والتذكر أن الأجداد ناضلوا من اجل أن تكون ساعات العمل ثمانية وان هذا الكفاح لم يكن عبثيا لأنهم منذ تلك الفترة شعروا بالحاجة إلى الاسترخاء والتمتع بالراحة ويعرف الآن كل رجل أعمال انه في حال عمل الناس لديه 12 ساعة أو 14 ساعة يوميا فانه يتم استهلاكهم بسرعة ولا يقدمون نفس الأداء لو عملوا ساعات اقل وتمتعوا بالراحة والاسترخاء ولهذا فان من الأهمية بمكان التمتع بالراحة لمكافحة التعب النفسي . التوتر وقلة النوم يؤكد الأطباء أن ما يسري على التعب النفسي يسري أيضا على التوتر الذي يستطيع " إمتصاصنا " مشيرين إلى أن هذا التوتر يتأتى ليس فقط من المهام التي نقوم بها في العمل والالتزام بالمواعيد المحددة وإنما أيضا من الأوضاع الحياتية التي نواجهها مثل الطلاق وقلة المال وحدوث وفاة في العائلة والتعرض للمرض لفترة طويلة ... ويعترف الأطباء بان تجنب التوتر ليس سهلا لأنه يطل علينا من كل خطوة نقدم عليها ومع ذلك يشددون على ضرورة مواجهته بالسعي للاحتفاظ بمزاج مرح والنوم لفترة كافية . ويؤكدون بان النوم يمتلك قوة كبيرة لتجديد النشاط والطاقة وبالتالي يساهم بعدم شعورنا بالتعب في الربيع . وينصح الدكتور التشيكي ميلوسلاف كالاش بتعلم الإنصات إلى الجسم لأنه يقول ماهو الشيء الأفضل بالنسبة له وماذا يحتاج فعندما نكون في حالة تعب فيتوجب اخذ قسط من الراحة وعندما نشعر بالرغبة في تناول الخبز مع الزبدة فلنفعل ذلك مؤكدا أن استجابتنا لاحتياجات جسمنا يجعلنا نشعر بالسعادة . الطعام الدسم وأسلوب الحياة يرتبط تعب الربيع بشكل وثيق بأسلوب الحياة الصحي المتبع ، ففي فصل الشتاء عادة يتم تناول الطعام الدسم الذي يثقل عمل الجسم بسبب تراكم الدهون ولهذا يتم الشعور بالتعب بعد تناول مثل هذا الطعام ولذلك ينصح الأطباء للمحافظة على الانتعاش ومنع الشعور بالتعب بتناول : المواد الغذائية التي تحتوي على كميات كبيرة من فيتامين B الأمر الذي يوجد في الزبدة والحليب والسمك والحبوب .. المواد الغذائية التي تحتوي على فيتامين C الأمر الذي يتوفر في الخضار والفواكه الطعام الذي يتوفر فيه فيتامين E الأمر الذي يتوفر في السمك الدسم والجوز وغيرهما .. ومن الضروري بمكان أيضا تزويد الجسم بالمغنيزيوم ، وبالبوتاسيوم الموجود في الخضار والفواكه ولاسيما في الموز أما المواد الغذائية المعدة من الدقيق الأبيض فيتوجب تنجبها وأيضا المواد التي تحتوي على السكر كما أن المبالغة في تعاطي القهوة مضر أيضا .