عدَّد الدكتور عارف زرقية مسببات الأرق وقلة النوم، وأوضح: «تغيير ساعات النوم وعدم انتظامها أو عكسها بحيث ينام الشخص في النهار ويسهر بالليل، تتسبب في اضطراب هرمونات وإنزيمات الجسم، وتؤدي إلى خلل في المقدرة على النوم بطريقة طبيعية، بالإضافة إلى ما تسببه هذه الظاهرة من انعكاسات سلبية على حالات مرضية أخرى مرتبطة بهذا الخلل، وأهم عامل لضبط هذه الهرمونات هو تنظيم ساعات النوم وأوقات تناول الطعام». ومن أسباب الأرق كذلك: «الإكثار من الطعام قبل النوم، وخلط أصناف الطعام المختلفة، وشرب الكثير من السوائل مع الأكل، وامتلاء المعدة، واضطراب الجهاز الهضمي، حيث يشكل تراكم الغازات والطعام ضغطا على الحجاب الحاجز، ويعوق بذلك حركة التنفس الطبيعية، ومن الأطعمة التي تسبب الأرق: المكسرات، والبطيخ، والشمام، وغيرها، كذلك تناول المشروبات المنبهة مثل القهوة والشاي، والمواد الغازية، وتناول الأدوية المنشطة التي تحتوي على نسبة عالية من الكافايين». ويستطرد الدكتور زرقية في تحديد أسباب الأرق: «إصرار الناس على الإمعان في التفكير في المشكلات وحلها قبل النوم مباشرة، وكذلك الخوف من الليل أو الظلام أو الوحدة أو الهواجس النفسية التي تدور في خواطر بعض الأشخاص عند النوم وخاصة الأطفال وكبار السن، أو سماع خبر مرضٍ أو محزن عند المساء، والتعب الشديد، كما أن الإرهاق قد يسبب عدم القدرة على النوم بعكس ما هو مألوف ومعروف عند الناس بأن التعب الشديد يساعد على النوم، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما». وللحصول على نوم عميق والتغلب على الأرق ينصح الدكتور زرقية بالتزام الهدوء النفسي، وإبعاد أسباب القلق والتوتر قبل الذهاب للنوم، وتناول وجبة خفيفة على العشاء لا تحتوي على العناصر المسببة للأرق، وعدم تنويع الطعام وعدم شرب المشروبات المنبهة والاستعاضة عنها بالحليب الدافئ، وتناول مشروب اليانسون أوالنعناع، وينصح بإضافة ملعقة من العسل للمشروبات التي ذكرت، كذلك تصفح كتاب شيق وسهل، أو قراءة القرآن الكريم، والاسترخاء، وتصفية الذهن من مشاغل الحياة، كما ينصح الشخص بعدم الذهاب إلى السرير إلا بعد الشعور بالنعاس؛ حتى تكون مرحلة الدخول في النوم سهلة وسريعة، وكذلك التأكد من ملاءمة جو الغرفة للنوم والراحة بحيث لا تكون باردة أو حارة جدًّا، واختيار الغطاء والمخدة المناسبتين. وبالنسبة إلى الحالات المستعصية: «هؤلاء الأشخاص يمكن مساعدتهم بتناول أقراص مهدئة أو منومة عند اللزوم فقط وتحت إشراف طبي متخصص ومباشر، وذلك في حالات خاصة يقررها الطبيب المعالج».