أرجع أطباء بعض الأمراض التي تصيب الإنسان إلى عوامل مؤثرة في فيسيولوجية النوم خلال شهر الصوم، ومن أهمها تغيير مواعيد الوجبات، التي يتم تناولها ليلاً وليس نهاراً، بالإضافة إلى تناول وجبة السحور في وقت متأخر ومقارب للفجر، فضلاً عن تحول الليل إلى موعد للأكل والشرب. وتلحظ هذه المشكلة بوضوح أكثر في أيام العشر الأواخر من شهر رمضان، عندما يتفرغ الشخص للعبادة والصلاة إلى حين طلوع الشمس وأحياناً لما بعد ذلك، حيث ينقلب الليل إلى نهار، فينام طوال النهار، ليستيقظ قبل المغرب. وبما يصعب على البعض العودة إلى روتين الخلود للنوم باكراً بعد رمضان، ما يتسبب في تغير نمط الحياة اليومية التي اعتادها طوال السنة. وتشير إنتصار الهاني (أخصائية تغذية) إلى أن «هذا الانقلاب له آثار جسدية وحيوية نتيجة لتغيير ساعة الجسم الفسيولوجية، بما يزيد من إحساسك بالتعب. والبدء في ترتيب العادات الغذائية الصحية، التي تضمن عودة سلسة للحياة الطبيعية للإنسان دون الإصابة بالأمراض»، مضيفة «من المعروف أن نوم النهار غير صحي، لذا ينصح بالابتعاد عن شرب المنبهات ليلاً، والعمل على تنظيم نمط النوم ومواعيده، من خلال الذهاب إلى النوم باكراً، لينال الجسم ساعات نوم كافية ليلاً، مع أخذ غفوة قصيرة أثناء النهار، ويتواكب هذا مع ضبط النظام الغذائي». وتؤكد الهاني على ضرورة «أخذ الأطعمة المناسبة في هذه الفترة، وينصح بتناول النوع الخالي من الدسم أو قليل الدسم والخالي من السكر والملح، ويفضل الأطعمة التي تحث الجسم على إفراز هرمون السيروتونين، وهو المادة الكيماوية العصبية التي تساعد الجسم على الاسترخاء، بالإضافة إلى تناول اللبن الغني بمادة الستين، واللوز الغني بمادة الارجنين، وهاتان المادتان تقللان من التوتر وتساعدان على الاسترخاء». مضيفة أن «دراسة حديثة أشارت إلى أن تقديم ثلاث وجبات من الطعام لعينة من الأشخاص، تحتوي كل منها على ثلاثة غرامات من الأحماض الامينية، أدى إلى تغيير ملحوظ في معدل توترهم، مقارنة بمن تناولوا وجبات خالية منها. لذا ينصح الخبراء بتناول هذا الخليط قبل ساعات عدة من النوم (في فترة الظهيرة) لأثره في التقليل من التوتر لمدة طويلة، وحتى المساء، بما يهيئ لنوم هادئ في الوقت المناسب، وهذا بدوره يهيئ الإنسان إلى العودة إلى النوم في الليل، والعمل في النهار بكامل نشاطه».