تشهد القاهرة حراكاً سياسياً وثورياً ساخناً اليوم الجمعة في تظاهرات أطلق عليها النشطاء "جمعة النهاية"، في إشارة إلى المطالبة بإنهاء حكم المجلس العسكري. وانقسمت القوى السياسية في القاهرة حول ميدان التظاهر، حيث دعت العديد من القوى والأحزاب الليبرالية والدينية إلى التظاهر في ميدان العباسية باعتباره مقر اعتصام وزارة الدفاع، فيما دعت جماعة الإخوان المسلمين أنصارها إلى التظاهر بميدان التحرير باعتباره رمز الثورة المصرية. ورغم الاختلاف في موقع التظاهرات، إلا أن القوى السياسية تبدي اتفاقا حول أهداف التظاهر، وتتمثل في تسليم المجلس العسكري للسلطة في موعدها المقرر نهاية يونيو/حزيران المقبل، ومحاسبه الجناة في مجزرة العباسية والتي أوقعت 9 قتلى و179 جريحا الأربعاء الماضي. وتعد الدعوة لمليونية في ميدان العباسية هي الأولى من نوعها للقوى الثورية، حيث اعتاد المتظاهرون على التظاهر في ميدان التحرير، منذ اندلاع الثورة.. فيما شهد ميدان العباسية دعوات سابقة من قبل القوى المؤيدة للمجلس العسكري، وهو ما قد ينذر بصدامات بين الجانبين. وحذر المجلس العسكري الحاكم، في مؤتمر صحافي أمس الخميس، من الاقتراب من مقر وزارة الدفاع، معلنا أنه لن يتساهل مع أي مخل بالأمن. وستنطلق مسيرتان رئيسيتان من مساجد القاهرة عقب صلاة الجمعة اليوم، إحداهما من مسجد الفتح بميدان رمسيس والأخرى من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر. وستتجهان إلى ميدان العباسية، نقلا عن صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية. وإلى ذلك، دعت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها جموع الشعب للمشاركة في الجمعة بميدان التحرير للتعبير عن رفضهم لكل ممارسات المجلس العسكري، وإدانة عمليات القتل والإجرام التي ترتكب في حق المصريين الأحرار. وقالت الجماعة إن اختيارها لميدان التحرير لكونه "رمزية ثورية"، ورغبة في "تجنب تعطيل مصالح الجماهير". ومن جهته، قال خالد تليمة، عضو ائتلاف شباب الثورة، إنه تم اختيار ميدان العباسية لأنه مكان الاعتصام الذي شهد أحداثا دامية، مشيرا إلى أن "السلطة المتمثلة في المجلس العسكري الحاكم والحكومة عجزت بدورها عن الدفاع عن المعتصمين وحمايتهم، لهذا نطالب بمحاكمة المتورطين في أحداث القتل، ونؤكد على تسليم السلطة في موعدها". وأوضح محمد عباس عضو ائتلاف الثورة، إنه تم الاجتماع مع جماعة الإخوان والقوى السياسية، إلا أن الإخوان فضلوا التظاهر في ميدان التحرير وتمسكوا بموقفهم. وفي الإسكندرية، دعا نشطاء من الحركات والائتلافات السياسية الثورية والقوى الإسلامية للخروج في مسيرة من محطة الرمل وسط المدينة، تصل إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بمنطقة سيدي جابر شرقا، لتوجيه رسالة إلى المجلس العسكري تطالبه فيها بتسليم البلد لسلطة مدنية.