للجمعة الثانية على التوالي شهد ميدان التحرير جمعة "رد الاعتبار"، قابلها جمعة "تأييد العسكري والجنزوري" من ميدان العباسية القريب من مقر الامانة العامة لوزارة الدفاع، في الوقت الذي خرجت فيه مسيرات اخرى في عدد من محافظات مصر ومنها الاسكندرية ضد حكومة الدكتور كمال الجنزوري. ودعا الى مظاهرات "التحرير" أكثر من 23 حزبا وائتلافا وحركة سياسية من أبرزها الجبهة الوطنية للتغيير، وحركة 6 أبريل، بينما عارضها العديد من الأحزاب والائتلافات والحركات الأخرى وفي مقدمتها حزب الحرية والعدالة، وحزب النور، والجماعة الإسلامية. وطالب المشاركون في جمعة "التحرير" بضرورة وسرعة محاكمة جميع المسئولين عن قتل الثوار مع رد الاعتبار لجميع الشهداء الذين لم ينالوا ما يليق بهم من احتفاء وتقدير، بالإضافة الى تسليم الحكم الى سلطة مدنية ووقف المحاكمات العسكرية بحق المدنيين والغاء كافة أحكامها السابقة وإعادتها أمام المحاكم المدنية والافراج عن كافة المعتقلين. وقد هاجم بعض المتظاهرين بميدان التحرير الدكتور توفيق عكاشة المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ومالك إحدى القنوات الفضائية بسبب دعوته للتظاهر بميدان العباسية، واتهموه بأنه من "فلول الحزب الوطني المنحل" وأنه يعمل الآن لإجهاض ثورة 25 يناير. ولم يشهد الميدان كعادته منذ بدء الاعتصام نصب أي منصات داخلية في كافة أرجائه حيث تم الاكتفاء بميكروفون وسماعات كبيرة وضعت على الرصيف المجاور لمبنى الجامعة الأمريكية لاستخدامها خلال خطبة صلاة الجمعة وكذلك كلمات لبعض المشاركين في فعاليات جمعة الامس. ودعا شاهين إمام مسجد عمر مكرم والملقب بخطيب الثورة بميدان التحرير جموع الشعب المصري الى عدم التخوف من تفوق التيار الاسلامي خلال المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب.. ووصف أنصار هذا التيار بأنهم "جزء من ميدان التحرير". وأكد الشيخ شاهين خلال خطبة جمعة (رد الاعتبار) التى ألقاها بميدان التحرير بحضور الاف من المتظاهرين أهمية احترام ذلك التفوق لأنه يعبر عن رأى الناخب المصري الذى شارك وساهم في إنجاح ثورة 25 يناير. وشدد على أن نجاح المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب من ثمار ميدان التحرير الذي حمى تلك الانتخابات وساهم في عملية التحول الديمقراطي التي تشهدها البلاد حاليا، مطالبا بإعطاء أعضاء البرلمان القادم المزيد من الصلاحيات من أجل تحقيق أهداف الثورة والمساهمة في النهوض بالبلاد في هذه المرحلة الحرجة. واحتشد آلاف المؤيدين للمجلس العسكري من ائتلاف "الأغلبية الصامتة"، وائتلاف "محبي مصر"، وعدد من الائتلافات الأخرى بالعباسية عقب صلاة الجمعة مباشرة لإعلان تأييدهم للمجلس العسكري، واستمرار حكومة الجنزوري لحين انتهاء الفترة الانتقالية التي حددها المجلس العسكري مسبقا. وأقام مؤيدو العسكري منصة بميدان العباسية تعلوها مكبرات الصوت، كما قاموا بوضع حواجز حديدية عند مدخل مسجد النور ومدخل الكوبري المواجه لوحدة قسم الوايلى، وذلك لتنظيم سير مليونيتهم، ولمحاولة الحفاظ على الأمن على مدار اليوم، وتولى عدد من الشباب مسئولية تأمين هذه الحواجز والمداخل. من جانبه قال أيمن محمد أحد المنظمين للمليونية إنه من المتوقع زيادة أعداد مؤيدي المجلس العسكري خلال هذه المليونية عن مليونية الجمعة الماضية، وذلك بعد أن أدرك الشعب المصري جيدا أن من يتواجدون بالتحرير لا يمثلونهم، وإنما يعبرون فقط عن أنفسهم ووجهة نظرهم. وأشار إلى أن هناك مصريين من مختلف المحافظات أعلنوا تأييدهم لمليونية العباسية وانضمامهم لها، وأضاف قائلا "التحرير الآن هناك ميدان مضاد له، وهو ميدان العباسية الذى يثبت كل جمعة أن الشعب المصري لم يعد يحتمل هذه الفوضى، ويريد عودة الأمن والاستقرار مرة أخرى، ويؤيد المجلس العسكري والمشير طنطاوي، لحين عبور هذه الأزمة". وفي غضون ذلك واصل الدكتور كمال الجنزوري المكلف بتشكيل حكومة الانقاذ الوطني مشاوراته صباح امس الجمعة في إطار تشكيل حكومته الجديدة. فقد إلتقى الدكتور الجنزوري، ممتاز السعيد وكيل وزارة المالية الذي تردد أنه قد يتولى حقيبة المالية، كما استقبل الدكتور وائل الدجوى عميد كلية هندسة جامعة القاهرة والدكتورة فايزة ابو النجا، والدكتور معتز عبد الفتاح الذي كان يعمل مستشارا سياسيا للدكتور عصام شرف. وكان الدكتور الجنزوري اعلن ان وزير الداخلية لن يكون مدنيا وأعرب عن تطلعه للانتهاء من تشكيل حكومته الجديدة خلال اليوم السبت. وعلمت " الرياض " أن حكومة الدكتور كمال الجنزوري لن تضم أي شخصية ذات خلفية عسكرية سوى وزير الانتاج الحربي، وأن هناك مجموعة من وزراء حكومة الدكتور شرف سوف يظلون في الحكومة لن يقل عددهم عن عشرة وزراء.