كشفت صحيفة كويتية عن ممارسات خطيرة يرتكبها بعض المحامين، وتشير إلى أن ظاهرة خطيرة تجتاح عالم المحاماة.. وتلغي مبدأ الإنسانية والحق والرحمة والعدالة وهي قيام بعض المحامين ببيع موكليهم للخصم. وكشف مبارك العبد الله في الصحيفة الكويتية عن ظاهرة خطرة راحت تجتاح عالم المحاماة في البلاد، وتلغي مبدأ الإنسانية فيه، تتمثل في قيام بعض المحامين ببيع موكليهم لخصومهم، عبر اتفاق محامي طرف مع دفاع خصمه وهو الطرف الآخر في القضية، على بيع احدهما للآخر، ثم اقناع المواطن بأن قضيته «خسرانة»، وهو في الحقيقة اتفق مع دفاع خصمه على إنهاء القضية لمصلحته بمقابل مادي طبعا. المواطنون الذين وقعوا ضحايا لدفاعهم يشتكون من ان جمعية المحامين دائما ما تحفظ شكاواهم التي يصعب اثباتها، وبالتالي فهم لا يعرفون الى اي جهة يشتكون. تقوم مهنة المحاماة على مبدأة الإنسانية بالدرجة الأولى، وبعد ذلك تأتي مسألة الأتعاب التي يتم التحصل عليها مقابل الدفاع عن المتهمين، وهو الأمر المدرج ضمن ميثاق مهنة المحاماة. إلا أن الوضع الذي تجده من قبل بعض الموكلين يختلف تماما، ويجعلك تشعر وكأن المعادلات انقلبت، فهم يشتكون ظلم وجور بعض محاميهم، ابتداءا من التقصير والإهمال في حضور جلسات المحاكمة، وتكليف محامين متدربين للقيام بتلك الأعمال، إضافة إلى الأتعاب الباهظة التي لا تسترد حتى لو انتهت القضية بالصلح إلا نادرا، انتهاء بالظاهرة الجديدة التي كشفها عدد من الموكلين والتي تكون من خلال الاتفاق مع دفاع الخصم على إنهاء القضية لمصلحة طرف معين وإيهام الطرف الآخر بأن القضية غير مجدية في حال وصولها للمحاكم. ويؤكد بعض الموكلين «المهمومين» الذين تجدهم في المحاكم في حال بؤس، لا يعلمون الجادة التي تدل على طريق شكواهم من التقصير في أعمالهم، أن المؤسف هو عدم إيجادهم حلا أو إجابة لشكواهم، فهم لم يثقوا حتى بجمعية «المحامين» لأنهم لم يسمعوا أن هناك محاميا تم فصله بسبب شكوى تقدمت ضده! قد تكون هناك مشاكل وهموم يبوح بها بعض المتخاصمين من بعض المحامين.. إلا أن مصادر قانونية أكدت أن للمحامين أيضا هموما، لكن لا أحد يسمعها، مؤكدة في الوقت نفسه أن هناك عددا كبيرا من الموكلين لا يقوم بسداد ما يتبقى عليه من مستحقات مالية للمحامي في حال حصل على حكم نهائي بالبراءة، أو في حال أنه خسر القضية، لذلك يلجأ المحامي إلى ترك أعماله ويطارد هذا الموكل في المحاكم، حتى يحصل على حقه، مشيرة إلى أن المماطلة تعتبر مرهقة ومكلفة للمحامين. وأرجع الموكلون الغاضبون من بعض المحامين الى أنهم يعرفون تماما أن مهنة المحاماة إنسانية وهدفها النجدة والمساعدة، وشعارها الحق والرحمة والعدالة، ومبادئها سيادة القانون والمحافظة على كرامة الإنسان وحريته، مشيرين إلى أنهم عندما لجأوا إلى المحامين في بادئ توكيلهم للقضايا وجدوا تعهدات بالحضور للجلسات والاهتمام بالقضية، لكنه بعد مرور قضاياهم بدرجات تقاض معينة، وجدوا أمرا مغايرا عن تلك التعهدات.