لم يعد قضاء الأفراد جزءً من أوقاتهم على موقع التواصل الاجتماعي، فايسبوك، سبباً في خفض قدرتهم على الإنتاج فحسب، بل اتضح أيضاً أنه قد يعرض الصحة للخطر. فقد قالت نسبة قدرها 51 % من مستخدمي فايسبوك، الذين أُخِذَت آرائهم في دراسة مسحية حديثة، إنهم شعروا بأنهم أكثر وعياً بأجسادهم بعد مشاهدة صور لهم على الموقع، وذلك طبقاً لما ذكره مسؤولون في مركز اضطرابات الأكل في برات شيبارد. وفي التقرير الذي تم إعداده بهذا الخصوص، قال دكتور هاري براندت، مدير المركز :" يُسَهِّل فايسبوك على الناس قضاء مزيد من الوقت والطاقة في انتقاد أجسادهم والتعبير عن تمنياتهم بأن يشبهوا ثمة أشخاص آخرين". وتابع براندت، وفقاً لما أوردته صحيفة نيويورك دايلي نيوز الأميركية، بقوله :" في ذلك العصر الذي تنتشر فيه التكنولوجيا الحديثة ويمكن الاتصال فيه بشكل دائم بالهواتف الذكية وبالانترنت، بات من الصعب بشكل متزايد على الأشخاص أن يبعدوا أنفسهم عن الصور وغيرها من المحفزات التي تدعم صورة الأجسام السلبية، وتخفض احترام الذات، وقد تتسبب في نهاية المطاف في الإصابة باضطرابات متعلقة بتناول الطعام". وقال 80 % من الذين شملتهم الدراسة المسحية إنهم يتواجدون على فايسبوك "مرة واحدة على الأقل يومياً"، وهو ما يجعل من المستحيل عليهم تقريباً تجنب مشاهدة صورة خاصة بهم وبأصدقائهم. واتضح في الوقت ذاته كذلك أن هذا المستوى من التعرض لفايسبوك ضار لجزء كبير من المستخدمين الذين شملتهم الدراسة. وقال 44 % إنهم تمنوا الحصول على نفس الجسم أو الوزن الخاص بأي من أصدقائهم عند مشاهدة صور لهم، واعترف 32 % بأنهم شعروا بالحزن عند مقارنة صورة تخصهم بصور أخرى تخص أصدقائهم على موقع فايسبوك. كما قال 37 % إنهم شعروا بالحاجة لتغيير مناطق بأجسامهم عند مقارنة أجسامهم في الصور مع أجسام أصدقاء لهم. وخلصت النتائج البحثية إلى أن قضاء وقت في مشاهدة الصور على فايسبوك قد يدفع الناس للقلق بشأن أوزانهم بطرق قد تكون خطرة.