كتب عبدالله النجار وعبدالرزاق النجار ومطيران الشامان ومحمد الهاجري وحمد الجدعي ويوسف اليوسف: فيما تبحث الحكومة في اجتماعها اليوم الأحد اجراءات تجنيس المستحقين من فئة «البدون» الذين اوضح رئيس الجهاز المركزي لمعالجة اوضاع المقيمين بصورة غير قانونية ان من قد تنطبق عليهم الشروط عددهم نحو 34 ألفا، وتستمع لتقرير يقدمه نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الدفاع الشيخ أحمد الحمود الصباح بشأن التعامل مع مظاهرات «البدون»، نظم «البدون» أمس مظاهرة أخرى لليوم الثاني على التوالي في منطقتي تيماء والصليبية، شهدت كرا وفرا ومطاردات متفرقة، وأيضا بالقنابل الدخانية والقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه، تعاملت وزارة الداخلية معها، معتبرة – عبر مصادر أمنية - تنظيمهم لمظاهرة أخرى لليوم الثاني على التوالي تحديا سافرا للقانون. وفي حين تعرض بعض رجال الأمن لاصابات نتيجة للحجارة التي ألقيت عليهم، تم القبض على 16 من المشاركين في المظاهرة أمس، فيما أكدت مصادر أمنية ان المقبوض عليهم من أمس الاول نحو 55 ممن تجاوزوا القانون في التظاهرات. وكانت مظاهرة «البدون» أمس قد بدأت بعد صلاة العصر في أحد شوارع تيماء الرئيسة، فواجهتها القوات الخاصة بخراطيم المياه والقنابل الدخانية والمسيلة للدموع، فقابلهم بعض «البدون» بالحجارة التي أصابت عددا من رجال الأمن وأتلفت عشرات من الدوريات والسيارات المدنية، الا ان رجال الأمن تمكنوا من تفريقهم بعد القبض على عدد منهم.وقد تم ضبط سيارة يمتلكها «سعودي» هرب منها شخص بعد ان أشهر سلاحا في تيماء. وعن المقبوض عليهم في مظاهرة أمس الأول، فمازالت الأجهزة الأمنية تجري تحقيقاتها معهم، وبينهم عسكري «سعودي الجنسية» يعمل في وزارة الداخلية، تم ضبطه عند منفذ السالمي قبيل مغادرته البلاد بعد مشاركته في المظاهرة. وفي ردود افعال نواب سابقين ومرشحين على أحداث «البدون» قال النائب ومرشح الاولى فيصل الدويسان ان وضع البدون يذكره اليوم بسيد الشهداء الامام الحسين الذي نعيش اربعينيته عندما قال «الا من ناصر ينصرنا»، مشيرا الى ان البدون اليوم لا ناصر لهم غير الله بينما الجميع يتفرج على ما يحدث لهم وكأنه يحدث في دولة اخرى، واضاف «سبحان الله أليس من الغريب الا تؤثر صور ضرب النساء على احد؟!». ومن جانبه اعرب مرشح الدائرة الاولى د.عبدالواحد الخلفان عن اسفه لما حصل امس تجاه البدون، مشيرا الى ان وزارة الداخلية اعتمدت اسلوب العنف والقسوة تجاه هذه الفئة، وقال انه لا يجوز ممارسة هذا الاسلوب تجاه ناس قاموا بمظاهرة سلمية ووفقا للاطر القانونية وحرية التعبير التي كلفها الدستور. وقال الخلفان انه تم اعتقال نجله بسبب وجوده ورصده لما حصل باعتباره يمثل لجنة حقوق الانسان حيث تم حجزه في مخفر تيماء، مطالبا وزير الداخلية بالانصاف والافراج عنه. ومن جهته اعتبر التيار التقدمي الاعتقالات العشوائية للبدون بانها تطور خطير يجب وقفة ومحاسبة المسؤولين عنه. وقال التحالف الإسلامي الوطني في بيان له ان ضرب النساء بهذه الطريقة مناف للدستور الذي كفل حق ابداء الرأي وصان كرامة الانسان ومن غير المقبول التعامل بهذه الطريقة القاسية التي تتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف واننا نستغرب صور هذا العمل السيء ممن صدر منه، واضاف ان مأساة البدون في الكويت هي قضية انسانية مؤلمة ومعاناة طويلة لبعض ابناء هذا الوطن الغالي وحرمان لأظهر الحقوق التي تلزم بها الشريعة المقدسة والقوانين الدولية والأعراف الانسانية، موضحا انهم لم يخرجوا الا للتعبير عن رأيهم الذي هو من حقوقهم الطبيعية ولفرط تلك المعاناة وبلوغها حدا يصعب تحمله من الشعور بهدر الكرامة وأبسط الاحتياجات المعيشية والحرمان من التعليم وغرهم من الحقوق.