أطلق المخرج السعودي بدر الحمود فيلماً تعليمياً يحكي عن مدى حاجة ذوي الاحتياجات الخاصة للاندماج مع المجتمع الذي يعيشون فيه. ويقدم في الفيلم "إذا شفتني" عدد من الأطفال المكفوفين نصائح لأفراد المجتمع في كيفية التعامل الأمثل مع مكفوفي البصر، كإلقاء السلام عند الدخول عليهم في الغرف، ومد اليد اليمنى لهم عند المصافحة، وعِلمهم بتغيير ترتيب أثاث المنزل وعدم ترك الأبواب نصف مفتوحة لتفادي الاصطدام، وتوجيه الأسئلة لهم مباشرة وليس لمرافقهم. وقال المخرج بدر الحمود ل"العربية.نت": "بدأت فكرة الفيلم منذ سنة من مشرفة نادي رؤية للكفيفات التابع لبرنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب سهى الموسى بحملة اجتماعية لتعريف المجتمع بالعصا البيضاء والتي أعدت السيناريو بالإضافة إلى مساعدي في الإخراج راجح السهيمي، وتطورت إلى أن أصبحت جزءا من فيديو تعليمي للتعامل الأمثل مع الكفيف". التعامل مع الأطفال المكفوفين ورأى الحمود أن السبب الرئيسي لقبول المشاهدين للفيلم وحماسهم له كانت الروح البريئة والعفوية التي بدا فيها الأطفال المكفوفون، وأنهم السبب الأول والأخير في نجاح الفيلم بعد توفيق الله. وقال: "ولي أن أذكر موقفاً أحزنني لأحد الفتيات المشاركات بالفيلم حينما أخبروها بأن المخرج سيأتي لتصويرها، فكانت قلقة وخائفة من التعامل معي لخوفها الشديد من معلِّمتها في مدرسة الدمج حيث يتعرضون لمعاملة سيئة وتقصير تجاه حقوقهم في التعليم، ولكن بحمد الله شجعتها وزال خوفها مباشرة". وأضاف: "أجمل ما في الأمر بأن علاقتي مازالت مستمرة مع الأطفال، ففرحتي لم تسعني حينما دعاني برنامج الأمير محمد لتنمية الشباب في حفلة خاصة لهم بنجاح الفيلم". تفاصيل تصوير الفيلم وكشف الحمود أن فريق التصوير استخدم الإضاءة الطبيعية والعواكس، وجعلوا الشمس أحد أبطال الفيلم كدلالة للنور الذي يبصر الإنسان الأشياء من خلاله، واستغرق التصوير يومين فقط في مدينة الخبر. وعن تكاليف التصوير، أكد الحمود أن توفير الراعي دعم تكاليف الإنتاج ساهم في تصوير الفيلم بأفضل التقنيات، حيث أنه تمكن من إيجاد الراعي من خلال تغريدة كتبتها عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وبيَّن في تغريدته بأنه وفريق العمل في صدد إنتاج فيديو اجتماعي، فما إن كانت ساعات قليلة وبادرت شركة "سدكو" القابضة باستعدادها التام بدعم المشروع عن طريق أحد مسؤوليها المشتركين في "تويتر". ردود أفعال المجتمع وأفاد الحمود أن روح الفيلم كانت جليلة من خلال بصيرة الأطفال المكفوفين وتفاؤلهم بالحياة، وأن المجتمع احتفى بالفيلم بشكل كبير لأنه رأى فيه طرحا مختلفا عن ما يراه عادة بطريقة ظهور ذوي الاحتياجات الخاصة بالإعلام حيث لا تخلو عادة من الشفقة والحزن عليهم التي تضرهم أكثر من أي شيء آخر، بحسب قوله. ويأمل الحمود من وسائل الإعلام بأن يظهروا ذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة عادية كأي مواطن تنقصه ويحتاج لبعض الحقوق في إطار ايجابي، وعلَّق قائلا: "لاحاجة للموسيقى الحزينة والحالة السوداوية المصاحبة لأي ظهور لهم في الإعلام". ووجه فريق العمل نداء للمكفوفين بتشجيعهم على استخدام العصا البيضاء، وطالبوا بتأهيل المباني المدرسية كي تلائم احتياجاتهم، والعمل على سرعة توفير كتبهم المدرسية الخاصة بلغة "برايل" سنوياً. يُذكر أن عدد مشاهدات الفيلم بلغ حوالي 453 ألف مشاهدة خلال أقل من أسبوعين منذ إطلاقه.