نفت حركة شباب المجاهدين مسؤوليتها عن التفجير الذي استهدف حفلا جامعيا بأحد فنادق مقديشو أمس الخميس وأوقع 22 قتيلا بينهم ثلاثة وزراء وصحفيان وعدد من الخريجين. وقد اتهم الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد جهات خارجية بالوقوف وراء الهجوم، في حين لاقى التفجير تنديدا دوليا وتعهدا بدعم الحكومة الانتقالية الصومالية. وأدان المتحدث باسم حركة الشباب محمود راغي في تصريح للصحفيين الهجوم، واتهم جهات داخل الحكومة الصومالية بالوقوف وراءه وقال \"نعتقد أنه مؤامرة من الحكومة نفسها وليس من طبيعة الشباب أن تستهدف الأبرياء\". وبشأن الجهات المقصودة داخل الحكومة التي حملتها حركة الشباب المسؤولية، أشار المراسل إلى أن المتحدث ربما كان يشير إلى قائد الشرطة في الحكومة الانتقالية عبدي قايدي، حيث تظاهر أنصاره قرب المنطقة التي وقع فيها الانفجار تأييدا له. وجاء ذلك بعد تسريبات عن عزم الرئيس الصومالي إعفاءه من منصبه، وأوضح أن الانفجار وقع بعدما دخل أنصار قايدي قاعة الحفل وغادروها، لكن المراسل أشار إلى أن هذه الاتهامات لم تثبت بالدليل. ونقل المراسل تساؤلات تدور في الشارع الصومالي عقب الانفجار عن جدوى مهمة قوات حفظ السلام الأفريقية، التي وقع في منطقتها الهجوم، إذا كان الوزراء مهددين، وما إذا كانت مسؤولية تلك القوات حماية الرئيس ورئيس الوزراء فقط دون الوزراء. شريف شيخ أحمد اتهم جهات خارجية بالتفجير جهات خارجية. وقد اتهم الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد جهات خارجية بالوقوف وراء التفجير، وعقد شريف مؤتمرا صحفيا قال فيه إن جهات خارجية دبرته وإن العمليات التفجيرية \"فكرة خارجية بالأساس\"، وأكد أن مثل هذه الأعمال لن تثني الحكومة عن مواصلة نهجها ولن تغير مواقفها. وعزّى شريف الشعب الصومالي وذوي الوزراء والخريجين القتلى، ودعا المجتمع الدولي إلى مساعدة الصومال في تصديه لهذه الأعمال. ولم يتهم الرئيس الصومالي جهة بعينها بالوقوف وراء العملية واكتفى بالقول إن مدبريها هم \"من يرفضون السلام\". وكان الهجوم استهدف حفل تخريج طلاب طب وإعلام وهندسة من جامعة بنادر في فندق شامو بمقديشو. ونجم عن التفجير مقتل وزير التعليم العالي إبراهيم حسن عدو -وهو قيادي بارز في المحاكم الإسلامية- ووزير التعليم أحمد عبد الله وايل ووزيرة الصحة قمر أدن علي ومصور قناة العربية حسن الزبير ومراسل إذاعة شابيلي محمد أمين أدن وبعض الخريجين. وأصيب في الهجوم نحو 60 شخصا بينهم وزير الرياضة سليمان علاد روبلي وخريجون وإعلاميون قضى أحدهم لاحقا وهو مصور وكالة رويترز عبد الناصر متأثرا بجروحه حسب ما أفاد مراسل الجزيرة نت جبريل يوسف علي. والهجوم هو الأسوأ منذ يونيو/حزيران الماضي عندما قتل وزير الأمن و30 شخصا آخر في تفجير انتحاري وقع في فندق في بلدة بلدوين وتبنته حركة شباب المجاهدين. وقالت بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي إن انتحاريا نفذ الهجوم، وهو ما كرره وزير الإعلام ضاهر محمد غيلي مؤكدا أن المنفذ تنكر بزي امرأة وأن صورا التقطت له قبل التفجير. وزير التعليم العالي إبراهيم حسن عدو قتل في التفجير وقد ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتفجير مقديشو، وقال في بيان صادر عن مكتبه إن الهجوم \"سيقوي عزم الحكومة الصومالية وشركائها والشعب على مواصلة جهودهم في محاربة الإرهاب\". ودعا المجتمع الدولي إلى تسريع الوفاء بتعهداته بدعم مؤسسات الأمن الصومالية وبعثة السلام التابعة للاتحاد الأفريقي. كما أدان مجلس الأمن الدولي الهجوم \"الإجرامي\"، وقال في بيان إن التفجير استهدف أشخاصا يسعون لبناء مستقبل سلمي ومستقر ومزدهر لشعب الصومال. وسارعت ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إلى إدانة التفجير، وتعهدت بالسعي لإيجاد تعاون دولي لمواجهة من أسمتهم أعداء الصومال. وفي العاصمة الأوغندية كمبالا قال قائد قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال وافولا وامونيني إن هدف الهجوم هو إخافة الحكومة الصومالية المؤقتة، وأضاف أنه يدينه بأشد العبارات.