طالب المستشار القانوني الدكتور وائل بافقيه محامي وكيل أمين جدة للشؤون الفنية السابق والذي سيمثل أمام المحكمة بعد عيد الفطر المبارك على خلفية اتهامه بالتسبب في كارثة السيول، بإحضار أمين جدة الأسبق أمام المحكمة لاستجوابه في حالة رميه للتهم المنسوبة إليه باتجاه موكله الذي خرج من وظيفة وكيل أمين جدة «مديونًا»، متمنيًا ألا يكون موكله كبش فداء لأفراد وجهات أخرى. وبين أنه رفض قبول الدفاع عن 20 متهمًا في هذه الكارثة، فيما قبل الترافع عن ثلاثة منهم فقط بعد اطلاعه على التهم الموجهة إليهم والتي اعتبرها غير منطقية - على حد قوله -.. فإلى نص الحوار : رفضت الدفاع عن 17 متهمًا * بادئ ذي بدء، كمحامٍ وقانوني شهير ألم تخش من سلبيات قرارك بالموافقة على الترافع عن احد المتهمين في كارثة سيول جدة؟ ** أولًا كل متهم من حقه أن يحصل على محام يدافع عنه، وفي نفس الوقت للمحامي الحق في اختيار عملائه، وقد عرض علي الكثير من ملفات المتهمين في كارثة سيول جدة ووصلت هذه العروض لحوالى 20 عرضا تقدم بها 20 متهما، إلا انني اعتذرت عنها ولم اقبل إلا تمثيل 3 فقط بناء على معرفتي بهم شخصيا وما يحملونه من اخلاق ومبادئ بالاضافة إلى اطلاعي على طبيعة الاتهامات التي وجهت لهم والتي لا تنطبق عليهم بأي حال من الاحوال، ولا اخفيك سرا انه يراودني احساس ببراءة هؤلاء الثلاثة، ولكن لن استبق الاحداث، والفيصل بيننا هو القضاء لاثبات براءاتهم من عدمها، وأؤكد للجميع انني اعمل في العلن وليس في الخفاء على عكس بعض المحامين الذين يتحرجون او يتخفون عن عيون الناس ويخفون موافقتهم على قبول الترافع عن متهمين في هذه الكارثة، وفي هذا الصدد اوجه كلمتي لأي محامٍ بأنه إذا كان يتحرج او يخجل من قضية موكله فمن الافضل له ألا يقبل الترافع عنه. وفي هذا الجانب أؤكد اننا جميعا كلنا أسى وحزن على كل الشهداء الذي رحلوا في كارثة سيول جدة، ولكن لا نريد أن نحكم على احد من هؤلاء المتهمين مسبقا، ولا يصح أن نجيش الافكار ونزايد على وطنيتنا حيال قضية منظورة امام القضاء وما زالت ابعادها الحقيقية غير واضحة حتى الآن. اجراء غير منطقي * ما مرئياتك بعد اطلاعك على لائحة الاتهامات التي طالت موكلك المتعلقة بكارثة السيول؟ ** قرأت واطلعت على لائحة الاتهام، والنقطة التي يجب على الجميع استيعابها جيدا هو أن الادعاء العام احال المتهم مطالبا بتعزيره عن افعال يزعم الادعاء نفسه أن موكلي ارتكبها قبل اكثر من 25 عامًا، وهذا اجراء غير منطقي خاصة وان الافعال التي تمت قبل 25 عامًا بحسب كلام الادعاء هي التي تسببت في ازهاق ارواح الضحايا في سيول جدة عام 1430، والغريب أن هذه الافعال لم تؤثر في احد خلال السنوات التي قبلها. والادعاء يزعم انه ربط ربطا مباشرا جنائيا بين افعال موكلي التي تمت اثناء ادئه لمهامه الوظيفية قبل 25 عامًا وبين كارثة سيول جدة، وهذا قانونيا لا يمكن أن يوجد هذه القناعة والربط خاصة وانه في القضايا الجنائية لا بد أن تكون الادلة قاطعة الدلالة حتى لا يكون هناك شك خاصة وان «الشك» يعتبر في صالح المتهم. وإذا افترضنا أن هذه الافعال الموجهة لموكلي صحيحة، فهي افعال تمت اثناء تأديته لمهام وظيفته العامة ومن البديهي أن تتم مساءلته بها اداريا كما هو مقرر نظاما. سنطالب باستجواب الأمين * ولكن يقال أن امين جدة آنذاك قال ان موكلك هو من ضلله في بعض القرارات واعتماد المخططات؟ ** لم تردنا معلومة جازمة بان الأمين اتهم موكلي بالتضليل صراحة، وإذا ثبت انه قال ذلك فإننا سوف نتخذ كل الاجراءات التي كفلها لنا الشرع والنظام للاخذ بحقوقنا، وعلى «الأمين» أن يثبت أن موكلي قد ضلله، فالبينة على من ادعى، وللعلم فإن القاعدة القانونية المطبقة هي أن اعتراف المتهم على الآخر لا يمتد اثره في غيره واعترافه مقصور على نفسه، فإذا كان الأمين يحاول بتلك الاقوال أن يدفع عن نفسه، فأنا أقول له أن اعترافك مقصور على نفسك فقط، وفي حالة استناد القضاء اثناء النظر في قضية موكلي على اعترافات الأمين إذا كان ملف القضية يحتوي على اعترافاته ضد موكلي فإنني سوف أطالب بإحضار الأمين للمحكمة لاستجوابه ومساءلته، وسنطالب بالاطلاع على مضمون هذه الاعترافات ورؤيتها كاملة لاتخاذ الاجراءات القانونية ضدها حسب الانظمة التي كفلها الشرع. هذه حقيقة قطع الأراضي * ما مدى صحة المعلومة التي تؤكد وجود دعوى أخرى ضد موكلك في المحكمة العامة؟ ** باختصار المدعي في هذه القضية هو موكلي وليس الطرف الآخر، حيث قام موكلي اثناء شراكته مع شخص آخر في مشروع تجاري باستعارة قطع الاراضي الثلاث من ابنائه ونقل ملكية صكها باسم شريكه تمهيدا للحصول على قرض بنكي لمشروعهم التجاري، إلا أن الشريك لم يحصل على القرض المطلوب، وقام في نفس الوقت وبدون وجه حق ببيع قطع الاراضي الثلاث دون موافقة موكلي وابنائه. وعلى اثر ذلك رفع موكلي دعواه للمحكمة العامة التي اصدرت حكما شرعيا بإعادة احدى القطع الثلاث لموكلي، فيما لا تزال قضية القطعتين المتبقيتين منظورة حتى الان في القضاء. لا تجعلوه كبش فداء * ما الذي تود قوله في نهاية هذا الحوار؟ ** لا بد أن يعلم الجميع أن موكلي خدم هذا الوطن ولديه العديد من شهادات الشكر والتقدير التي حصل عليها من بعض الوزراء وامناء جدة الذين عمل معهم، ومن بينهم الأمين نفسه الذي خرجت علينا بعض وسائل الاعلام باعترافه الذي يقول فيه إن موكلي ضلله، واتمنى في نفس الوقت ألا يكون موكلي كبش فداء لافراد او جهات اخرى. وللعلم فإن موكلي بعد تقاعده لم يخرج بثروة طائلة كما يشاع، وإنما ما زال مديونا حتى الآن