فيما وصفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بالثورة, خرج أكثر من300 ألف إسرائيلي مساء أمس الأول في واحدة من أكبر المظاهرات الحاشدة في تاريخ البلاد علي كافة الأصعدة, وسط تهديدات أطلقها نشطاء اجتماعيون بإحداث فوضي في حركة المرور, وذلك للمطالبة بالتصدي لغلاء المعيشة وأزمة السكن, مع قيامهم برفع سقف المطالب مع دخول احتجاجاتهم أسبوعها الثالث. وفيما أشارت تقديرات الشرطة الإسرائيلية إلي أن عدد المشاركين في هذه الاحتجاجات وصل إلي ربع مليون شخص, ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عدد المشاركين في هذه الاحتجاجات يصل إلي200 ألف شخص علي الأقل, وشهدت مدينة تل أبيب أكبر هذه المظاهرات عددا, حيث شارك فيها نحو30 ألف شخص, وتخللت هذه الحركة كلمات لخطباء من بينهم رئيس اتحاد الطلبة الجامعيين إيتسيك شمولي والكاتب والصحفي الشهير عودة بشارات, كما رفع المتظاهرون لافتات مكتوبا عليها مسيرة علي غرار ما فعل المصريون في إشارة إلي ثورة يناير التي نجحت في إسقاط النظام الحاكم في مصر. كما شهدت القدسالمحتلة مظاهرة حاشدة ضمت نحو20 ألف شخص قبالة منزل رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو, وامتدت المظاهرات لتصل إلي شمال إسرائيل في مدن كريات شمونة وطمرة ونهاريا بينما احتشد آلاف آخرون في مدينة عسقلان الساحلية. وتواصلت الاحتجاجات الشعبية صباح أمس, حيث تظاهر العشرات قبالة مقر مكتب نيتانياهو في تل أبيب مطالبين بسن قوانين تصون حق المواطن الإسرائيلي في السكن, حسبما أفاد راديو صوت إسرائيل. وفي أول رد فعل رسمي من جانب الحكومة الإسرائيلية لنزع فتيل المظاهرات الحاشدة, شكل رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء, فريقا خاصا يضم15 وزيرا الي جانب خبراء ورجال اكاديميين وموظفين كبار من الوزارات الحكومية المختصة لسماع مطالب المتظاهرين ورسم خطة لتنفيذها في أسرع وقت ممكن. وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية في تقرير بثته علي موقعها الاليكتروني الي أن الفريق سيكون برئاسة مانويل تراشتينبريج رئيس المجلس الاقتصادي الوطني, وتم تكليفه بإجراء اصلاحات اقتصادية واجتماعية. وأضافت أنه تم تكليف يوفال شتابنتس وزير المالية بمسئولية مراجعة مقترحات اللجنة التي تم تشكليها والمصادقة عليها. يأتي ذلك في الوقت الذي أعرب فيه وزراء حزب إسرائيل بيتنا عن رفضهم القاطع للتوصيات التي من المقرر أن يعرضها رئيس الوزراء علي مجلسه بشأن مواجهة حركة الاحتجاج ومعالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية الملحة. وفي السياق متصل, قال محللون اسرائيليون إن الاحتجاجات الشعبية بددت فرص نيتانياهو للاحتفال باستقرار اسرائيل في حين تجتاح الثورات الشعبية الدول العربية المحيطة بها في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. ومن جانبها, قالت أورلي فايسلبيرج وهي من قادة حركة الاحتجاجات الاجتماعية إنه ليست هناك حاجة للتحاور بين الشعب الإسرائيلي والحكومة, إذ أن الشعب يقول كلمته ويتعين علي الحكومة تلبية المطالب. وتوقفت التعاملات داخل بورصة تل ابيب أكثر من مرة أمس بعد أن سجلت المؤشرات الرئيسية في البورصة انخفاضا ملموسا وصل الي6% متأثرة بموجة الاحتجاجات.