لم يعد نظام ما بمنأى عن غضب الجماهير، حينما يصل الأمر إلى حياتها اليومية ومستوى العيش اليومي للإنسان، فالدول العربية التي شهدت اضطرابات وإن كان الغطاء الذي غلب على تسمية الانتفاضات العربية، غطاء سياسياً، حيث رفع المتظاهرون شعارات الديمقراطية والحرية والتعددية السياسية، إلا أن المحرك والدافع الأكثر لتحرك ومشاركة الجماهير كانت الأوضاع المعيشية والاقتصادية؛ ولهذا فقد لاحظنا أن المطالب الفئوية التي صاحبت تلك الانتفاضات طغت على المطالب السياسية، هذه الحالة تنتقل إلى الكيان الإسرائيلي فقد شهدت مدن الكيان وللأسبوع الثالث مظاهرات كبيرة وحاشدة يطالب المحتجون فيها بإصلاحات في السوق العقاري وفي مجالات الصحة والتعليم والضرائب.. وقالت «ستاف شافير» وهي من ممثلي الحركة: «إن جميع من لهم علاقة بموجة الاحتجاجات شاركوا في التظاهرات الحاشدة مساء السبت في تل أبيب ومدن أخرى ضد حكومة بنيامين نتنياهو». يأتي ذلك في وقت وافقت فيه الحكومة الإسرائيلية على القيام بخطوة لتحسين ظروف العمل لدى الأطباء في المستشفيات المضربين منذ 137 يوما.. وكان أكثر من عشرة آلاف إسرائيلي قد شاركوا الليلة قبل الماضية في المهرجان الجماهيري الذي نظمته نقابة العمال في إسرائيل «الهستدروت» أمام مقرها في «تل أبيب».. وحصلت الحركة «الخميس» على دعم آلاف العمال الذين تجمعوا أمام مقار نقابة العمال العامة الإسرائيلية الهستدروت في تل أبيب.. ورفع المتظاهرون الذين قدر المنظمون عددهم ب15 ألفاً يافطات كتب عليها العمال مع حركة الاحتجاج ودعوا النقابة للانضمام إليهم.. وقال رئيس الهستدروت «عوفر عيني» في سياق كلمته في المهرجان: «إن الاحتجاج الاجتماعي في إسرائيل هو احتجاج عادل، مؤكداً أن الهستدروت ستقدم كل دعم ممكن لقادة هذا النضال. ودعا «عيني» الحكومة إلى التحاور معهم، كما اتهم رئيس الهستدروت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بأنها سعت للقضاء على التنظيمات المهنية وتخفيض مستوى الرواتب في المرافق الاقتصادية ورفع غلاء المعيشة.. وعين نتنياهو لجنة مسؤولة عن فتح مفاوضات مع قادة الاحتجاج.. وبحسب ممثلة حركة الاحتجاج «ستاف شافير»: فإن إقرار الكنيست الإسرائيلي لقانون الإسكان المقدم من الحكومة لم يفعل شيئا سوى جعل الأمور أسوأ وتحفيز الناس للقدوم والتظاهر..وسيسمح القانون بتسريع البدء ببناء الوحدات السكنية الذي بحسب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيزيد من العرض وبالتالي سيسمح بتخفيض الأسعار. أما قادة الحركة الاحتجاجية فيرون أن القانون لن يوفر مساكن معقولة الثمن بل سيفيد المقاولين ويضر بالبيئة. وينتقد قادة الاحتجاج أيضا تمرير القانون دون أن يشعر نتنياهو بالحاجة إلى التشاور معهم. وتظاهر أكثر من مائة ألف شخص السبت الماضي وهم يرددون الشعب يريد العدالة الاجتماعية في تل أبيب وعدة مدن إسرائيلية أخرى. ويرى متابعون لما يجري في الكيان الإسرائيلي أن عدوى الربيع العربي ستصيب إسرائيل عاجلاً أو آجلاً وأن هذه التظاهرات مقدمة لإرهاصات قادمة ستأخذ طابعاً سياسياً لتحريك عملية التغير التي باتت مطلباً للجميع عرباً ويهوداً.