اكتشف علماء بريطانيون أن إحصاء عدد الخلايا السرطانية بالرئة التي تدور في دم المريض يُمكن أن تساعد في تحديد مدى شدة المرض والتنبؤ بالعلاج المناسب. وقام الباحثون بالنظر في عدد الخلايا السرطانية الموجودة في عينات دم 101 مريض في نوع من أمراض السرطان يُعرف بسرطان الرئة غير صغير الخلايا قبل وبعد الخضوع لجرعة علاج كيميائي. ووجدوا أن مرضى سرطان الرئة الذين لديهم خمس أو أكثر من الخلايا السرطانية في الدم يعانون معدلات نجاة ضعيفة، وأن إجمالي العمر الافتراضي لهم لا يتجاوز 4 أشهر بينما يصل إلى 8 أشهر للمرضى الذين لديهم عدد أقل من الخلايا السرطانية المتجولة. واقترحت النتائج أن إحصاء عدد خلايا الأورام المتجولة يمثل طريقة بسيطة لمعرفة مدى استجابة المريض للعلاج خلال أسابيع قليلة من بدئه، كما أن معرفة متى تبدأ أعداد هذه الخلايا في الزيادة يُمكن أن تعطي الأطباء خيار البدء في علاج آخر أكثر تأثيراً. وقالت الباحثة من مستشفى كريستي للسرطان بمانشيستر، فيونا بلاكهول: "نحن بحاجة لإجراء المزيد من الاختبارات لإثبات هذه النتائج، وعندها سيكون من الممكن للأطباء وضع طريقة علاج تناسب كل مريض حسب حالته بل وإيجاد طرق جديدة للعلاج". وصرَّح فريق البحث بأنه ليس هناك اختبارات متاحة تعطي تحذيراً مبكراً حول مقاومة المرض للعلاج، لهذا يأملون أن تسهم نتائج دراستهم في تغيير هذا الوضع. وعلَّقت المشاركة في الدراسة من جامعة مانشيستر، كارولين ديف، قائلة: "نأمل في المستقبل القريب أن نتمكن من استخدام أسلوب المتوالية الجينية لمعرفة المزيد عن الخلايا السرطانية المتجولة، وإذا أمكننا القيام بذلك قبل أن يخضع المريض للعلاج الكيميائي ثم مرة أخرى إذا ما عاد المرض لأمكننا معرفة المزيد عن العمليات التي تؤدي إلى مقاومة السرطان للعلاج وفي النهاية يمكننا تطوير علاج جديد للمرض". ويُمكن للعلاج الكيميائي والإشعاعي تقليل تطور المرض، ولكن في معظم الحالات يعود المرض ليهاجم المرضى كما أن أغلب أنواعه تُقاوم العلاج. يُذكر أن سرطان الرئة مرض فتاك يقتل ما يقرب من 1.2 مليون شخص في العالم كل عام، ويُعد من أسوأ معدلات النجاة بين جميع أمراض السرطان لأن ما يزيد على ثلثي المرضى يتم تشخيص حالتهم في مراحل متأخرة من المرض عندما لا تجدي العلاجات التقليدية معه. وتحدث أكثر من 80% من حالات سرطان الرئة بسبب التدخين وأقل من 15% من الأشخاص الذين يصابون بهذا المرض لا يعيشون أكثر من خمس سنوات، كما تقول تقارير منظمة الصحة العالمية. ويُعد سرطان الرئة في بريطانيا ثاني أكثر أمراض السرطان شيوعاً، وقد تم تشخيص حوالي 41 ألف حالة بالمرض عام 2008.