أوقفت شرطة محافظة جدة سبعة متهمين يحملون الجنسية الباكستانية على خلفية قضية نصب واحتيال مارسوا من خلالها أسلوبا جديدا يعتمد على استغلال عملاء شركات الاتصالات. ولجأ المحتالون إلى الاتصال بأرقام عشوائية وإبلاغ أصحابها عن فوزهم بجائزة تقدر ب 200 ألف ريال، يتسلمها الفائز بعد يومين من الاتصال، شريطة أن يبادر إلى شراء بطاقات اتصال مدفوعة الثمن وإرسالها إلى رقم هاتف يتم تحديده، غير أن الضحية يفاجأ بعد يومين بإغلاق الرقم الذي زود به للاتصال عليه. ومارس أفراد العصابة احتيالهم على مستوى المملكة خلال الأسابيع الماضية، حيث أوقع الجهل والطمع في الثراء السريع ثمانية ضحايا من محافظة جدة وحدها في شراك أفراد العصابة، إضافة إلى سبعة آخرين من مناطق مختلفة في المملكة، فيما أفادت الشرطة أن الضحايا تقدموا ببلاغات متفرقة للجهات الأمنية، كان آخرها في محافظة جدة، والتي خسر الضحية خلالها سبعة آلاف ريال بعد شرائه بطاقات اتصال مدفوعة، شحن بها رقما تبين له لاحقا أنه مقفل. وشكلت شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة جدة فريقا ضم خبراء في مجال التقنية والاتصالات من وحدة مكافحة جرائم الأموال والنصب والاحتيال، بدأت بجمع المعلومات والتحري عن نشاط العصابة وكيفية تنفيذها لجرائمها، فيما نشر عدد من رجال الأمن على المراكز الكبرى لبيع البطاقات المسبقة الدفع بهدف رصد أية عمليات شراء أو بيع بمبالغ كبيرة للتعرف على أي ضحية محتمل أو رصد شخص تربطه صلة بأفراد العصابة. وأسهمت المتابعة الأمنية المستمرة في كشف خيط مهم في القضية، بعد أن نجح رجال الأمن في رصد وافد باكستاني يدخل أرقام شحن لهواتف بعض الزبائن مقابل مبالغ مالية منخفضة دون أن يبرز لهم بطاقات الشحن، لتبدأ شكوك الفريق الأمني تدور حول مشروعية نشاطه، وجرى ضبطه بعد أن ثبت ضلوعه في عمليات النصب والاحتيال وتوجيه التهمة إليه، خصوصا بعد أن تبين أن هاتفه المحمول يتضمن رصيدا يتجاوز سبعة آلاف ريال. ولكشف بقية أفراد العصابة نجح أفراد وحدة مكافحة جرائم الأموال والنصب والاحتيال في شعبة التحريات والبحث الجنائي، في إثارة المتهم الباكستاني الموقوف، بعد أن سربوا إليه معلومات تفيد بضبطهم، وأنهم أجمعوا على توجيه الاتهام إليه وتبرئة أنفسهم، الأمر الذي دفعه إلى الاعتراف بكافة الجرائم التي نفذوها، مؤكدا أن رفاقه ضالعون معه في تلك الممارسات، فيما تمكنت فرق الأمن من الوصول إلى أوكارهم وضبطهم متلبسين. واعترف زعيم العصابة بتنفيذه عدة عمليات نصب واحتيال مستغلا إتقانه اللهجة المحلية وإجادة أسلوب الحديث كممثل لشركة اتصالات، مشيرا إلى أنهم يوهمون الضحية بفوزه بجائزة مالية كبيرة من خلال طلبه التأكد من أرقام ثابتة مدونة على شريحة هاتفه، وعندما يجد الضحية أن رقمها ينطبق فعلا مع الرقم الذي ذكره المحتال، يبدأ الأخير بإملاء الشروط عليه للحصول على الجائزة، ومنها مطالبته بشراء بطاقات شحن يتم كشطها وإرسال أرقامها إلى رقم هاتف معين، فيما يتولى أفراد العصابة على الفور عملية بيع الرصيد إما مجزأ أو كاملا للزبائن عبر السوق السوداء بفارق بسيط. وأبان مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي، أنه بالرغم من تحذيرات الجهات المعنية عن تلك الممارسات الاحتيالية، إلا أن أفراد العصابة واصلوا احتيالهم على عدد من الضحايا، وتم تسجيل عدد من البلاغات بهذا الخصوص، قبل أن تنجح شرطة جدة في الإطاحة بهم، مشددا على ضرورة عدم شراء أرصدة الهواتف مسبقة الدفع من أشخاص غير معروفين، أو من خلال التحويل أو من السوق السوداء، لأن ذلك يجعل المستفيد تحت المساءلة القانونية لأية شبهة على هاتفه المحول.