دفعت نقطة توزيع الشعير الوحيدة بمحافظة خليص ومحدودية الكميات المخصصة مع الطلب الكبير لتلك السلعة بالعجزة وكبار السن والأرامل إلى اللجؤ للسوق السوداء ودفع 50 ريالًا ثمنًا للكيس الواحد. وكشف مربوا المواشي بالمحافظة عن معاناتهم مع رحلة البحث عن الشعير إذ يضطرون لقطع مئات الكيلومترات ويقفون في طابور طويل للسيارات تحت وهج الشمس الحارقة وبين لفح الريح لمدة يوم أو يومين للحصول على 10 أكياس من الشعير. وقالوا: إن حال مربي المواشي من الأرامل والعجائز يؤكد عدم استفادتهم من سعر ال 33 ريالًا وأبانوا أن محافظتهم كبيرة المساحة كثيرة المواشي ضعيفة الغطاء النباتي وطالبوا بزيادة كميات الشعير ونصيب كل فرد منه وأكدوا أهمية فتح أكثر من نقطة توزيع بالمحافظة. ومن جانبه أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية أن جهات حكومية تساندهم في التوزيع إلا أن حاجة مربي المواشي تفوق ما خصص للمحافظة. المدينة قامت بجولة والتقت بمربي المواشي واستمعت لآرائهم حيال هذا الموضوع علي محمد صالح المرامحي 90 عامًا وعبدالله بن علي أبوعابد 80 عامًا كشفوا معاناة مربوا المواشي مع الطابور الطويل للسيارات من أجل الحصول على عشرة أكياس شعير يمتد لمسافة تزيد عن واحد كيلو وعدد السيارات يصل إلى 270 وقالا: “حضرنا ونحن في انتظار الشعير ننتظر تحت وهج الشمس الحارقة وبين لفح الهواء وذرات غباره ونحن كبار سن ونعاني من أمراض ومثلنا الكثيرين ونتعرض لإحراجات ولا نعود لمنازلنا إلا وقد أصبنا بالأرق والمرض ولا نجد من يغيب عن عمله ويعطل مصالحه من أجل أن يجلب لنا عشرة أكياس شعير..إن غالبية كبار السن تتأزم حالتهم الصحية ثم يغادرون الطابور بحثًا عن الدواء ومن بعد ذلك يضطرون للشراء بسعر 50 ريالًا.. نار الأسعار أرحم لنا من عذاب الوقوف في هذه الطوابير”. فهد السلمي يقول: “مربوا المواشي غالبيتهم كبار سن بسطاء فقراء وسياراتهم متهالكة وخبرتهم في القيادة متواضعة ومع ذلك يجبرون على قطع أكثر من 200 كم من أجل الوصول لنقطة التوزيع في مركز المحافظة وبالاضافة إلى معاناتهم مع مسافات السفر ساعات انتظارهم الطويلة نرجوا إيجاد نقاط توزيع في شمال المحافظة وفي وجنوبها وشرقها لانهاء معاناة هذه الفئة”. وقال جابر الحجري: “كميات الشعير المخصصة لخليص غير كافية وتسببت في معاناة مربي المواشي فمحافظة خليص وما حولها منطقة كبيرة وبها 8 مراكز وتعاني من جفاف وغطائها النباتي موسمي يعتمد على انتظام سقوط الأمطار ولقربها من المدن فإن غالبية مربي المواشي القاطنين بجدة ومكة يتخذون منها مكانًا لمواشيهم فهي مكتضة بالرعاة والأغنام وثلاث تريلات ب 1500 كيس غير كافية والموقف المزري والمعاناة التي يعيشها مربوا المواشي أثناء رحلة بحثهم عن الشعير تستوجب مضاعفة الكمية ونحن مربو الماشية وقعنا ضحية للتلاعب بالأسعار والوضع مخيف ويهدد بتبديد الثروة الحيوانية وتسائل الحجري لما لا تزاد إعانة الشعير وكمياته حتى تعود الأسعار إلى وضعها الطبيعي وطالب بمراقبة الأسعار وناشد المسؤولين التحرك فليس من المنطق والقول له الوقوف في طوابير تمتد إلى كيلومتر وأكثر من أجل الحصول على 10 أكياس شعير. ويضيف عبدالله السلمي مربو المواشي بمراكز محافظة خليص يعيشون أزمة شعير حقيقية تتضاعف مشاقها ومتاعبها وآلامها على النساء والأرامل والعجزة الذين لا يستطيعون الوقوف في طابور التوزيع والمعتمدين في معيشتهم على عائدات الأغنام فهم محرومين من الاستفادة من الشعير المخفض ويضطرون للشراء من الموزعين والسوق السوداء بخمسين ريالًا فيجب تحديد هذه الفئات من قبل الجمعيات الخيرية التي يتبعونها ليستفيدوا من سعر 33 وليتسنى صرف نصيبهم دون الوقوف في طوابير الانتظار الشاقة الطويلة. عبدالرحيم مهنا عضو المجلس البلدي بخليص ذكر أن تقديم الخدمة لمربي المواشي بهذه الطريقة فيها مشقة وعذاب لهم فالمشاهد لحالهم يجد كبار السن يتقون حرارة الشمس بأسوار المباني وتحت السيارات ومنهم من ينام داخل سيارته فيلزم وضع آلية جديدة من خلالها يحصل المواطن على نصيبة دون التعرض للمشقة والمرض فالشراء بخمسين ريالًا بات أرحم وأهون لهم من عذاب طابور الانتظار واقترح رفع نسبة نصيب مربي مواشي خليص من الشعير وفتح أكثر من نقطة توزيع ومراعاة ظروف الفئات الخاصة. ومن جانبه أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية بخليص الشيخ عمر الشابحي أن كميات الشعير المخصصة للمحافظة أقل من الحاجة الفعلية لمربي المواشي لاسيما وأن محافظة خليص مترامية الأطراف وبها 8 مراكز ويوجد بها أعداد كبيرة من قطعان المواشي وتعاني حاليا من جفاف وتقلص لمساحات الرعي مما يزيد من حاجة المواطنين لكميات أكبر والعدد الحالي لا يلبي لاحتياجاتهم وتسبب في حدوث ازدحامات وولد خلافات وقلق تمّ احتوائها من قبل الجهات المشرفة واستمرار انسيابية التوزيع والحاجة ملحة إلى زيادة عدد السيارات بحيث لاتقل عن أربع تريلات ولو كانت خمس لتحسن الوضع كثيرًا وحول مركزية التوزيع أكد الشابحي أن تعدد النقاط يترتب على نجاحه توفر كوادر من الموظفين والشرطة والأمارة ويمكن إيجاد نقاط جديدة في الأماكن التي تتوفر بها تلك الكوادر.