جندت شبكة إجرامية آسيوية بزعامة «ملاكي» الإندونيسي عددا من السائقين غير النظاميين لاختراق أسرار منازل وشقق شمال جدة، وتقديم معلومات عن مخابئ المجوهرات والأموال. ونجحت الشبكة بواسطة أحد عناصرها في سرقة ذهب بقيمة نصف مليون ريال. وقالت تقارير الأمن إن السائق مرر معلومات عن تحركات الأسرة إلى زعيم الشبكة وأعوانه الخمسة فانتهزوا فرصة غياب العائلة في رحلة تنزه على الكورنيش برفقة السائق لتنفيذ جريمتهم. واستبعدت الأسرة ضلوع سائقها في الجريمة حيث كان يغط في نوم عميق داخل المركبة لحظة تنفيذ السرقة، لكن مهارة رجال وحدة مكافحة جرائم الأموال في شعبة التحريات والبحث الجنائي كشفت أسرار شبكة ملاكي وأعوانه من السائقين. وكانت السلطات الأمنية وجهت ضربة أمنية مماثلة إلى شبكة من ذات الجنسية تزعمها رجل يدعى «نوري» نفذ أكثر من 35 عملية سرقة في فلل وشقق الشمال والكورنيش البحري قبل نحو أسبوعين. وأفادت المعلومات المتوافرة عن عصابة ملاكي أنها تستخدم سائقين للعمل مع بعض الأسر برواتب متدنية. وتبين لاحقا ضلوعهم في تقديم الأسرار إلى الزعيم. حيث يتولى السائق نسخ مفاتيح البوابة الرئيسة والغرف وتسليمها إلى المتهم الأول، إذ لاحظ المحققون أن كل السرقات نفذت دون اعتداء على الأبواب والخزانات. بدأ سيناريو السقوط بوصول بلاغ عاجل عن سرقة مجوهرات بنصف مليون ريال من منزل فخم وتابعت سلطات الأمن كافة المشبوهين وأرباب السوابق ودراسة مسرح الحادث. وتنبه المحققون إلى أن اللصوص نفذوا إلى المنزل عبر بوابته، ما رجح الاتهام ضد أشخاص قريبين من الأسرة. كثف رجال الأمن عمليات التحري والمتابعة قبل أن ترصد السائق الإندونيسي وهو يحاول الابتعاد عن مسرح الحادث والنأي بنفسه في مكان منعزل، وبسؤاله عن هويته أفاد أنه متخلف عمرة ما دعا رجال الأمن إلى تطويقه بالأسئلة فسقط معترفا بتواطئه مع آخرين في سرقة المنزل وسط دهشة أفراد الأسرة الذين أفادوا رجال التحقيق أن المتهم كان معهم لحظة الجريمة. تفحص المحققون هاتف المتهم ووجدوا فيه قوائم الاتصالات ورقما أجرى مع صاحبه أكثر من مكالمة تنسيقية لإصدار التعليمات إلى الزعيم ملاكي. وقال المتهم في الاستجواب إن تجنيده مع الشبكة حدث قبل شهر عندما دخل إلى محيط الأسرة تحت ستار سائق خاص قبل أن يبلغ الشبكة بتحركات العائلة ومخابئ المتعلقات الثمينة من ذهب ومجوهرات. وأضاف أنه اصطنع النوم داخل المركبة وأجرى عدة اتصالات مع أعوانه. وفي وقت لاحق توصلت الشرطة إلى كافة اللصوص وتحفظت عليهم للتحقيق. وأبلغ المتحدث في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد، أن عدد الموقوفين على ذمة القضية ستة من الجنسية الإندونيسية يجري حاليا التحقيق معهم في شعبة التحريات والبحث الجنائي. وحذر المتحدث من التهاون مع العمالة ومنحها الأمان في الدخول إلى المنازل خاصة السائقين. وحث الجعيد المواطنين إلى عدم تمكين السائقين في معرفة تفاصيل حياتهم وأسرارهم.