نبه صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية إلى أن غياب النظرة إلى المستقبل عن الخاصة وعن العلماء وأهل العلم في زمن فيه التحديات على حد وصفه يؤدي إلى انحسار الدعوة وإضعاف قوة الإسلام، داعياً إلى تخطيط جيد لإنجاز العمل الإسلامي الدعوي الحضاري، الذي لا يتنكر للواقع وحاجات الناس، ويستطلع مرادات الشارع فيستطلع المستقبل. وأتى حديث آل الشيخ في معرض تصريحاته على المؤتمر العالمي للندوة العالمية للشباب الإسلامي ال11 تحت شعار (الشباب والمسؤولية الاجتماعية) الذي سيعقد الأسبوع المقبل في العاصمة الإندونيسية جاكرتا تحت رعاية الرئيس الإندونيسي، ومن المتوقع أن يحضره أكثر من 700 شخصية من 80 دولة من أنحاء العالم. وأوضح آل الشيخ: "علمتنا التجربة أن الأفكار التي قامت على غلو تفرز الغلو، ولا يلبث الفكر أن يندثر مع الزمن، ولذلك فإن استمرار الإسلام وقوة الإسلام التي نشهدها إلى هذا القرن ناتجة عن تيار كبير في الأمة لا تمثله فئة ولا تمثله طائفة ولا يمثله أناس بأعينهم، هذا التيار الكبير في الأمة منذ قرون إلى الآن هو الذي يتسم بخصلتين، الأولى: الوسطية وتعني عدم التشدد وعدم الجفاء والتنازلات غير المحمودة، ويتسم بالخصلة الثانية وهي التجديد، فإذا ما نظرنا في أعمالنا الإسلامية القادمة إلى ضرورة الاعتدال وضرورة التجديد، فإننا نحفظ للتيار العام دينه وهيبته وقوته". وأضاف: "إننا في هذا الزمن لدينا ما يدعونا إلى تذكر الماضي وإلى استشراف المستقبل، ألا وهو أن هذا الدين حين نريد خدمته نحتاج إلى عملٍ جادٍ صالح، ووعي وفهم للشرع، ولما أنزل الله على رسوله- صلى الله عليه وسلم- ولحال الناس وواقعهم وأحوالهم وفهمهم، وأن مدركات الشرع من حيث هي بحاجة إلى تربية علمية، فنحتاج إلى بناء تربوي للمسلم في نفسه بحيث يستطيع مواجهة هذه الحياة بفاعلية وإيجابية وتعاون على البر والتقوى، قال الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}، وبحاجة إلى تربية للأسرة التي يعيش فيها الفرد المسلم وتنطلق منها القوة الخفية للدعوة ولمواجهة تحديات الحياة للأب وللأم وللنشء الصالح". وأكد أن العمل الإسلامي قام منذ البداية في حقيقته وصوابه على حرصه على هذا الدين، وعلى الإسلام دون عصبية ودون محدودية ودون إطارية، لذلك كلما انفتح الخاصة على العامة كان العمل أشمل، وكان العمل الإسلامي الحضاري أنجح، وكلما ابتعدنا عن الفردية وذهبنا إلى النظرة التشاورية الجماعية بين المؤسسات المختلفة نتجاوز فيها ما يكون قد قيل. منبها من أن: "نعمل في معزل عن الدولة، أو أن يعمل الدعاة في معزل عن دعاة آخرين، فإن الذي يريد حقيقة المصلحة وحقيقة نشر الدين الإسلامي والاستمساك بذلك متخلصاً من حظوظ النفس التي يحضرها الشيطان للإنسان كل حين، لا يجد أمامه إلا حتمية الحرص على وجود عمل إسلامي حضاري يقوم به العلماء وأهل العلم في هذه الأمة".