رعى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ افتتاح ندوة الأسرة المسلمة والتحديات المعاصرة التي تنظمها مجلة البيان بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية عصر أمس الخميس بفندق مداريم كراون (القاعة الملكية) بحضورعدد من المفكرين والأكاديميين والدعاة العرب والسعوديين. بدأ الحفل بالقرآن الكريم رتل آيات كريمة منه احمد بن مقرم النهدي ثم كلمة رئيس تحرير مجلة البيان الأستاذ احمد بن عبدالرحمن الصويان رئيس رابطة الصحافة الإسلامية اعرب فيها عن شكره لمعالي وزير الشؤون الإسلامية على رعايته لهذه الندوة لما فيه دعم معنوي للدعاة ولمجلة البيان وفي ذلك تأكيد للتواصل بين الأجهزة الحكومية والمجلات الإسلامية لنبني وطناً واحداً متلاحماً، واشار الى ان تنظيم هذه الندوة يأتي ! بسبب طوفان جارف يستهدف الأسرة المسلمة كما انه ازدادت الهجمة بعد الانفتاح الفضائي والانترنت، وقد شهدنا هذا التغير في ارتفاع نسبة الطلاق والعنف الأسري وعضل النساء والخمور وغيرها من المشكلات واصبح هناك انحسار نسبي في قيمة التربية داخل الأسرة وازداد عندما تخلت عدد من المؤسسات عن دورها الريادي. وتابع ان هذا الأمر اوجد بيئة خصبة لتدخل بعض المنظمات الدولية للتدخل في شئوننا ومن ذلك منظمة حقوق الإنسان في تقريرها الأخير. وأشار الى ان الهدف من الندوة ليس المعالجة الكاملة للامر ولكن للتأكيد على اهمية هذا الموضوع وخطورة القضية فاذا لم يقم بذلك الدعاة والمسؤولون. ثم ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح عبدالعزيز آل الشيخ كلمة تحدث فيها عن دور العلماء والدعاة والمؤسسات الدعوية في النهوض والإصلاح وقال: "ان المشروع الإسلامي لابد ان يكون حاضرا لدى الجيمع واذا غاب هذا المشروع انحسر العمل الإسلامي وضعفت قوة الإسلام والمسلمين" وحدد آل الشيخ محورين هامين هما الوسطية والاعتدال والتجديد. وحذر من الغلو والتشدد وقال: "كل الأفكار التي قامت على التشدد والغلو انتهت واندثرت مع الزمن". وقال الشيخ صالح في كلمته: "اننا نحتاج الى بناء تربوي للمسلم بحيث يستطيع ان يواجه هذه الحياة بفعالية وايجابية وتعاون على البر والتقوى ونحن في حاجة الى تربية للاسرة التي يعيش فيها الفرد المسلم وتنطلق فيها القوة الخفية للدعوة ولمواجهة تحديات الحياة". وأضاف: "انه منذ ان نشأ الإسلام وحتى غدا غريبا نرى فيه انواع البناء والتربية الأسرية وبناء الذات وتزكيتها حتى لا يلتبس الطريق على البعض في مصالح متوهمة واجتهادات قد تعود الى اصل الشرع بالإبطال". وقال: "ان السلف الصالح عندما بنوا الشخصية المسلمة بنوها في إطار متكامل على أسس تقوى الله" وأشار إلى ان المجتمع يشهد اليوم تحدياً كبيراً للاسرة المسلمة ولابد من مواجهة هذه التحديات وبيان الضوابط الشرعية لذلك وقال اننا نرى في هذا الزمن تغيراً كبيراً في المسارات الدعوية وفي القناعات الشرعية وتقويما للاجتهادات ومصالح ليست اجتهادات مرضية ولا مصالح مرعية ونرى تغير في الاجتهاد الاجتماعي من اهل العلم والتشاور والدعوة واتجاه للفكر الشخصي والبناء الفكري بحسب اجتهادات قائله. ولذلك تنوعت الآراء والأقوال والاطروحات وهذا يقود لعثرة ليست بالهينة قد تؤدي الى غياب النظرة للمستقبل والى فرح الاعداء والاتجاهات غير الإسلامية في ظل الخلل. واكد انه اذا غاب المشروع الإسلامي عن الخاصة والعلماء والدعاة في زمن التحديات فإن الدعوة سنتحسر وتضعف قوة الإسلام واهله وقال: "ينبغي ان يقوم المشروع الإسلامي الدعوي الحضاري على قراءة الواقع وحاجات الناس ويستطيع مرادات الشارع ويحدد المستقبل. وأفاد ان الأفكار القائمة على التشدد والغلو اندثرت مع الزمن وقال آل شيخ: "ان المشروع الإسلامي المستقبلي قائم على ركيزتين هما الوسطية وعدم التشدد والتجديد"، ونوه ألى ان الدعوات عبر التاريخ الإسلامي تقوم على الحرص على الإسلام وتضافر الجهود للعمل لهذا الدين.ثم قدم له الشيخ احمد الصويان درع المجلة لمعالي وزير الشؤون الإسلامية كما تم تكريم الدكتور عادل بن محمد السليم. بعد ذلك بدأت اعمال الندوة.