يُسْدَلُ الستارُ، اليوم السبت (20 ديسمبر 2014)، على بطولة كأس العالم للأندية بالمغرب بالمواجهة المثيرة والمتكررة بين بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية في المباراة النهائية للبطولة، ومباراة أخرى متكافئة بين طرفي الكرة الأرضية على الميدالية البرونزية. في المباراة النهائية التي ستنطلق في العاشرة والنصف بتوقيت السعودية، سيسعى ريال مدريد الإسباني إلى الحفاظ على لقب مونديال الأندية أوروبيًّا بعدما توج به بايرن ميونيخ الألماني في العام الماضي بالمغرب. وسيصطدم الريال بطموحات سان لورنزو الأرجنتيني بطل كأس ليبرتادوريس، الذي يسعى إلى استعادة اللقب لقارة أمريكا الجنوبية برغم صعوبة المهمة. وفي مباراة تحديد المركز الثالث والميدالية البرونزية التي ستنطلق في السابعة والنصف بتوقيت السعودية، يلتقي كروز آزول المكسيكي مع أوكلاند سيتي النيوزيلندي الحصان الأسود للبطولة، حيث يسبق هذه المباراة اللقاء النهائي على نفس الاستاد بمدينة مراكش. قبل عام واحد، كسر الرجاء احتكار أندية أوروبا وأمريكا الجنوبية لنهائي البطولة للمرة الثانية فقط في تاريخ البطولة، عندما التقى بايرن ميونيخ في النهائي، لتكون المرة الثانية فقط التي يظهر فيها فريق من خارج قارتي أمريكا الجنوبية وأوروبا بالنهائي، حيث سبقه إلى هذا فريق مازيمبي الكونغولي بطل إفريقيا. غير أن المنافسة على عرش الأندية العالمية عادت هذا العام بين قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية في انتظار ما ستُسفر عنه المواجهة بين الريال وسان لورنزو في مراكش. وكالمعتاد، فإن معظم الترشيحات قبل بداية البطولة ذهبت لمصلحة بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية لبلوغ المباراة النهائية، ولكن الحقيقة أن كلا منهما بلغ النهائي بشكل مختلف ينم عن فرص كل منهما في الفوز بالمباراة والتتويج باللقب. الريال لم يجد أي صعوبة في العبور إلى النهائي، حيث استهل مسيرته في البطولة بالفوز الساحق 4/صفر على كروز آزول، مما يدفع بمعظم الترشيحات لصالح بطل دوري أبطال أوروبا حتى يحصد الريال الكأس الوحيدة الغائبة عن خزانة إنجازاته، حيث لم يسبق للريال الفوز بلقب مونديال الأندية بشكله الحالي برغم استحواذه على الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب كأس إنتركونتيننتال التي كانت تقام من مباراة واحدة بين بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية قبل بدء تنفيذ فكرة مونديال الأندية. في المقابل، عَبَرَ سان لورنزو إلى المباراة النهائية بشق الأنفس بعد معاناة بالغة في مباراته أمام أوكلاند بالمربع الذهبي؛ حيث امتدت المباراة لوقت إضافي بعد تعادل الفريقين 1/1 في الوقت الأصلي بفضل هدف متأخر للغاية سجله أوكلاند قبل أن يحسم سان لورنزو اللقاء لصالحه 2/1 ويضرب موعدا مع الريال في النهائي. وفي ظل هذا التأهل الصعب والجهد الكبير الذي بذله سان لورنزو في المباراة الأربعاء الماضي وحصوله على يوم أقل من الراحة عن الريال الذي خاض مباراته في المربع الذهبي يوم الثلاثاء، تصب معظم الترشيحات في صالح البطل الأوروبي. ويضاعف من هذه الترشيحات أن الريال يخوض النهائي بعدما حقق 21 انتصارا متتاليا في مختلف المسابقات ومنها 12 انتصارا في الدوري الإسباني وستة في دوري الأبطال الأوروبي وانتصاران في كأس ملك إسبانيا ثم الفوز على كروز آزول في مونديال الأندية. ويسعى الريال إلى تحقيق الفوز الثاني والعشرين له على التوالي من خلال مباراة اليوم ليعزز الرقم القياسي الذي لم يسبقه إليه أي فريق إسباني بالفوز المتتالي في هذا العدد من المباريات. كما يحلم الريال بإضافة لقب جديد إلى رصيده في عام 2014 الذي توج خلاله بألقاب دوري الأبطال وكأس السوبر الأوروبي وكأس ملك إسبانيا ويتمنى الريال أن يختتم مسيرته في 2014 باللقب الرابع له. وسبق للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي -المدير الفني للريال- أن توج بهذا اللقب عندما كان مدربًا لميلان الإيطالي في 2007 ويسعى إلى تتويج مسيرته الرائعة مع الريال في 2014 بإحراز اللقب مجددًا. ولن يكون أنشيلوتي هو الوحيد بالفريق الذي يتوج باللقب للمرة الثانية مع نادٍ مختلف، بل يشاركه في هذا أيضًا -في حالة التتويج باللقب- اللاعب الألماني الدولي توني كروس الذي أحرز اللقب في العام الماضي مع بايرن ميونيخ. كما يحلم كروس بإحراز اللقب ليكون كأس العالم الثانية التي يتوج بها في 2014 بعد فوزه مع المنتخب الألماني بلقب مونديال 2014 بالبرازيل في منتصف هذا العام. إضافة لهذا، يحلم إيكر كاسياس -حارس مرمى الريال- بإحراز اللقب ليحتفل بمئويته السابعة، حيث ستكون المباراة، في حالة مشاركته، هي المباراة رقم 700 له مع الريال في مختلف البطولات. وبرغم هذا التفوق الواضح للريال من وجوه عدة، يبدو سان لورنزو متفائلا بإمكانية تفجير المفاجأة، والعودة إلى بلاده بكأس البطولة على حساب الريال، ليستعيد هيمنة أمريكا الجنوبية على الكرة العالمية، وتعويض قارته عن ضياع لقب المونديال البرازيلي بخسارة المنتخب الأرجنتيني أمام نظيره الألماني في النهائي. ويستمد سان لورنزو كثيرًا من تفاؤله من الطريق الصعبة التي وصل بها لمنصة التتويج في بطولة كأس ليبرتادوريس، حيث عانى كثيرًا في الطريق للقب مثلما عانى أمام أوكلاند في المربع الذهبي للبطولة الحالية. وإذا حصد سان لورنزو اللقب، فسيكون اللقب العاشر للكرة الأرجنتينية في تاريخ بطولات كأس إنتركونتيننتال وكأس العالم للأندية، ولكنه سيكون الأول فيها لسان لورنزو الذي يشارك في مونديال الأندية للمرة الأولى. وينتظر سان لورنزو حضور الآلاف من مشجعيه الذين زحفوا خلفه إلى المغرب، لكنه يدرك تمامًا أن الكم الأكبر من المشجعين في مدرجات استاد مراكش ستكون في صف منافسه الريال الذي يحظى بشهرة عالمية واسعة، إضافةً لقرب المسافة بين إسبانيا والمغرب، مما يساعد على سفر الآلاف من مشجعي الريال إلى المغرب قبل المباراة مباشرة. وفي المباراة الأخرى، يسعى أوكلاند سيتي إلى تكليل جهوده في البطولة بإحراز المركز الثالث في مشاركته السادسة بمونديال الأندية. وعلى عكس جميع المشاركات الخمس السابقة، بلغ أوكلاند المربع الذهبي في البطولة الحالية وكان ندا عنيدا وقويا لسان لورنزو ولكنه خسر في الوقت الإضافي ليكتفي باللعب على الميدالية البرونزية، بعدما برهن أنه المفاجأة الكبيرة والحصان الأسود للنسخة الحالية من مونديال الأندية. لكن طموحات أوكلاند ستصطدم بقوة فريق كروز آزول الذي يقدم كرة رائعة تتسم بالطابع الإسباني "تيكي تاكا" إلى حد بعيد، ولكن حظه العثر وضعه في مواجهة العملاق المدريدي بالمربع الذهبي للبطولة، ليخرج من المنافسة على اللقب ويكتفي باللعب على الميدالية البرونزية، التي يسعى إلى حصدها في أول مشاركة له بمونديال الأندية.