فاجأ كاتب سعودي، الأحد (12 أكتوبر 2014)، المجتمع السعودي بمقال قال فيه: "إن اكتتاب البنك الأهلي سيُسقط الأقنعة الصحوية أو يربك السعودية، فلا دليل سواه على النجاة أو المصيبة، وإنه جانب أولي للرهان على المستقبل وتأكيد الوطنية". وقال الكاتب في صحيفة "الحياة" جاسر الجاسر: "اكتتاب البنك الأهلي هو امتحان توجه السعوديين، والتعرف إلى بوصلتهم، فإن خابت السعودية في ذلك أكدت أنها دار "الصحوة" ومحطتها التي تفوق مصر وقطر وتركيا، وإن نجحت برهنت على أن أزمة الصحوة علامة على يقين الحكومة وسعة وعيها وقدرتها على تجاوز أزماتها، وأن «الإخوان» وأحلافهم وأتباعهم، رسميًّا وشعبيًّا، مجرد نتاج حالة الارتخاء والثقة والقدرة على الانتفاض". واستغرب متابعون تسمية الكاتب للاكتتاب بأنه حدث هذا العام، مشيرًا إلى "أن الاكتتاب أيقظ مجددًا جدلا يقسم المؤسسات المالية في البلد إلى فسطاطين: ربوي وإسلامي، ما يجعل الاكتتاب عملية صراع وتحدٍّ تتجاوز محيطها الاستثماري الصرف". علامات التعجب زادت من ربط الكاتب الاكتتاب بتصنيف المجتمع، وأنه هو من سيكشف جماعات الإخوان والوطنيين، حيث قال: "لم تنجح السعودية يومًا في كشف وجهها الصحوي وتمييزه عن ملامحها التنموية، فهي لا تعتمد الدراسات والبحوث، وإنما تتكئ إلى السماع، ما جعلها أحوج البلدان إلى معرفة خطها، واستكناه وجودها، واستدراك ما يفوتها، خصوصًا أنها تخوض الآن حرب وجود لم يسبق أن مارست مثلها أو خاطرت إلى درجة تماثلها". وزاد: "اكتتاب البنك الأهلي ليس مجرد استثمار، إنما هو خلع النقاب عن المسار، فإما أن تكون البلد ماضية في طريقها الصحيح، وإما أنها تعيش تخبطًا، وأن الصحوة تمكنت منها، وتغلغلت فيها من دون حاجة إلى إعلان". الهيئةُ الشرعية في البنك برئاسة الشيخ عبد الله بن منيع، لم تُجِزْ الاكتتاب الذي لم يتبقَّ عليه سوى سبعة أيام، فيما اعتبره عدد من العلماء والمشايخ اكتتابًا ربويًّا محرمًا، وهو ما قاله الشيخ عبد العزيز الفوزان عبر برنامجه مساء اليوم الأحد في قناة المجد الفضائية، وفي برنامجه في قناة الرسالة الفضائية، ووافقه عدد من المشايخ والعلماء في السعودية. وطالب الفوزان، بتخليص البنك من المعاملات الربوية التي كسب من خلالها نحو 140 مليارًا ربوية، مستغربًا دعوة البنك للمواطنين للاكتتاب فيما حرم الله، وجرهم لهذه المعصية وهي الربا. ولفت إلى "أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعن آكل الربا، ومؤكله، وشاهديه، وكاتبه"، متابعًا: "قال عليه الصلاة والسلام: الربا ثلاثة وسبعون بابًا، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم". شاهد الفيديو..