نال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز النصيب الأكبر من دعاء حجاج فلسطين من أهالي غزة والضفة بعد تمكينهم من الحج المجاني، واستضافتهم على نفقته الخاصة، بدءًا من مغادرتهم بلادهم ومرورًا بدخولهم الأراضي المصرية والأردنية، ثم تسهيل عبورهم إلى المشاعر المقدسة، وتأدية مناسك الحج بيسر وسهولة. دموع الفرح تنهمر من أعين أسر الشهداء وهم ينعمون بخدمات الضيافة، وأكف الدعاء يرفعونها إلى السماء شكرًا لنعمة الوصول، وثناء على بادرة "ملك الإنسانية"، ليصبح حاضرًا مع لهجات الدعاء في كل لحظة. الحاجّة "أم خليل" أوضحت أنها كانت تمني النفس بأداء حجة الإسلام منذ صغرها ولم تتمكن على مدى 75 عامًا بسبب الظروف المادية والسياسية هناك لتأتي فرصة العمر بفضل الله ثم بمباركة من خادم الحرمين الذي مكنها من تأدية أحد أركان الإسلام. وذكر الحاج محمود أبو علاوي أنه يشاهد عبر التلفاز كل عام لقطات من مراسم الحج، وظل طيلة عمره مستبعدًا المشاركة مع المسلمين في صعيد عرفات ومشعر منى لتتحقق فرصة العمر في التواجد هذا العام بين ملايين المسلمين لتأدية الفريضة لأول مرة، مؤكدًا أن مكرمة خادم الحرمين لأسر شهداء فلسطين في تأدية مناسك الحج، أتت أكلها للنائمين تحت التراب الذين أفنوا حياتهم مناضلين في مقاومة اليهودي المستوطن، حيث تواصلت دعوات ذويهم أن يتقبلهم الله عنده شهداء "يٌرزقون". وكان الملك عبد الله قد أمر للعام السادس على التوالي باستضافة أسر شهداء فلسطين ليصبح من أتموا حجهم حتى الآن 12 ألف حاج تركت أثرًا طيبًا في نفوس الإخوة في فلسطين، وتم إسناد مهمة الإشراف على الحجاج العام الحالي والفائت لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. وأكد وزير الشؤون الإسلامية صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في أكثر من مناسبة أن تكليف الوزارة ببرنامج الاستضافة هو كرم وثقة من مقام خادم الحرمين، كما أن الاستضافة ليست أداء نسك فقط، بل ترسيخ رسالة للمملكة ومكانتها ومنزلة ولاة الأمر فيها لدى المسلمين في كل أصقاع العالم.