ليست الحرب ضد داعش وحدها قادرة على تقريب وجهات النظر بين المملكة وإيران؛ فقبل هذا توجد العديد من الملفات التي يتوجب التعامل معها إذا أراد الجانب الإيراني المضي قدمًا في طريق تحسين العلاقات، منها التدخل في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية والإسلامية بما يضر بمصالح هذه الدول. ورغم هذا، وفي محاولة منها لإثبات أن تحسنًا يجري في العلاقات بين الرياض وطهران؛ سلطت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الضوء على اللقاء الذي جمع الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة ومحمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني، الذي جرى في نيويورك، الأحد (21 سبتمبر 2014)، مُورِدةً تصريحات الأمير الفيصل التي أكد فيها حساسية اللحظة الراهنة، في إشارة إلى التقدم الذي يحرزه تنظيم داعش في العراق وسوريا. كما أوردت الوكالة الإيرانية تصريحات لظريف، سعى بها إلى إظهار تفاؤله بالسير قدمًا في تحسين علاقات بلده مع المملكة؛ حيث قال: "أعتقد أن هذا الاجتماع سيكتب الصفحة الأولى من فصل جديد في العلاقات بين بلدينا". وأضاف: "نأمل أن يسهم هذا الفصل الجديد بفاعلية في إقرار السلام والأمن الإقليمي والعالمي، ويؤمن مصالح الأمم المسلمة في أنحاء العالم". من جهتها، أشارت وكالة "رويترز" للأنباء إلى أن هذا هو أول اجتماع رفيع المستوى بين الدولتين منذ انتخاب حسن روحاني رئيسًا لإيران العام الماضي، مضيفةً أن أول دلائل الانفراج في العلاقات بين المملكة وإيران ظهرت الشهر الماضي؛ عندما رحبت الدولتان بتعيين حيدر العبادي رئيسًا لوزراء العراق بعد التقدم الخاطف لداعش في أنحاء شمال العراق، الذي أرغم سلفه نور المالكي على التخلي عن السلطة. وكان المالكي مقربًا من إيران؛ حيث قضى سنوات في المنفى أثناء حكم صدام حسين السني في العراق، لكن معارضيه اتهموه بأنه يحكم من أجل الشيعة فقط؛ ما أثار الاستياء والتمرد بين الأقلية السنية ومهد الطريق لظهور داعش بالعراق. وأشارت الوكالة إلى أن إيران بادرت بسحب دعمها للمالكي، في محاولة منها لإزالة غصة في العلاقات مع الرياض. وبعد ذلك بوقت قصير، التقى نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، والأمير سعود في جدة، وعقدا محادثات وصفها "بالبناءة" بشأن تنظيم داعش والهجوم الإسرائيلي على غزة، كما تحدث عن "فتح صفحة جديدة" في العلاقات.