في الوقت الذي لا يوجد فيه مصل أو دواء لمكافحة فيروس إيبولا القاتل (حمى إيبولا النزيفية)، تتبادر إلى الذهن مقولة "الوقاية خير من العلاج" وتزداد أهمية التعرف على أهم طرق الوقاية من العدوى بالفيروس، خاصة أنه لا يموت بوفاة المريض، حيث يمكن للعدوى أن تنتقل خلال مراسم الدفن التي تشمل ملامسة جثة المريض المتوفى. وطالعت "عاجل" موقع منظمة الصحة العالمية "WHO" للوقوف على أهم طرق الوقاية من الفيروس، والتي تلخصت في 3 وسائل رئيسية. أول طرق الوقاية أو تقليل فرص العدوى بين البشر، فهي الإقلال من الاتصال مع الحيوانات مثل القردة، أو أكل لحومهم النيئة، وتجنب الاتصال مع خفافيش الفاكهة التي غالبًا ما تكون حاملة للفيروس، وأن يتم التعامل مع الحيوانات من خلال قفازات وغيرها من الملابس الواقية المناسبة، وبشكل عام أن يتم طهي اللحوم ومنتجات الحيوانات قبل استهلاكها. وثاني تلك الوسائل، هو الحد من مخاطر انتقال العدوى من الإنسان إلى الإنسان، خاصة في التجمعات التي يتواجد بها مرضى، بحيث لا يتم التعامل مباشرة مع المصابين بالفيروس الفتاك، وبالأخص مع سوائل أجسامهم من اللعاب والدم، وعموما ينبغي تجنب الاتصال الجسدي، مع ارتداء القفازات ومعدات الحماية الشخصية عند رعاية المرضى في المنزل. كما دعت المنظمة الأشخاص إلى غسل اليدين بانتظام بعد زيارة المرضى في المستشفى، وكذلك بعد رعاية المرضى في المنزل. وثالث وسائل الوقاية، تختص بالمجتمعات التي ينتشر فيها الفيروس، إذ ينبغي أن يتم تعريفها بأعراض المرض، كما يكون على المريض أو أهله الإبلاغ عن أي حالة اشتباه أو إصابة، والذهاب الفوري إلى المستشفى. كما نوهت المنظمة إلى خطورة مزارع الخنازير في إفريقيا، وأنها تلعب دورًا في انتقال العدوى وزيادة الإصابات. واطلعت "عاجل" على قصة بداية الفيروس، ووجدت أنه يعود أول اكتشاف للمرض في بلدة في زائير؛ حيث كان هناك بائع فحم نباتي، شعر في 6 يناير 1995 بأنه مريض، ووقع على الأرض مرتين وهو في طريقه من الغابة إلى البيت، وعندما وصل قال إنه مصاب بصداع وحمى، وفي خلال الأيام القليلة التالية تدهورت حالته، وفي 12 يناير حملته عائلته إلى مستشفى عام؛ حيث ازدادت حالته سوءا وبدأ يتقيأ، وكان الدم يتدفق بشكل يتعذر ضبطه من أنفه وأذنيه، ثم توفي في 15 من الشهر نفسه، وسرعان ما صار آخرون من عائلته، ممن لمسوا جسده مرضى. وبحلول شهر مارس، مات 12 فردًا من أقربائه اللصقاء، وفي أواسط شهر إبريل بدأت هيئة العاملين في المستشفى وآخرون يمرضون ويموتون مثل الرجل وعائلته، وبسرعة انتشر المرض إلى بلدتين أخريين في المنطقة. والفيروس فتّاك للغاية، بحيث جعل العلماء في الولاياتالمتحدة يدرسونه في مختبر شديد الأمان داخل مبنى بجهاز تهوية يمنع تسرب أي ميكروب ينتقل بالهواء، وقبل دخول المختبر يرتدي العلماء بزات فضاء واقية ويستحمون بالمطهرات عندما يغادرون. وفي الشهر الماضي، أعلنت حكومة سيراليون أن كبير الأطباء الدكتور شيخ عمر خان (39 عاما) في مكافحة فيروس إيبولا، أصيب بالمرض، وهو الشخص الذي يقود جهود البلاد للسيطرة على تفشي الفيروس الذي قتل 206 مواطنين، ويقتل إيبولا 90% ممن يصابون به، ولا يوجد له علاج أو تطعيم. وأودى فيروس إيبولا بحياة أكثر من 600 شخص في غينيا وليبيريا وسيراليون؛ ما يضع ضغوطا على الأنظمة الصحية في بعض أشد البلدان الإفريقية فقرًا.