أشاد د. محمد نورين بن أحمد الأهدل، رئيس قسم الالتهابات والمناعة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، بالخطوة التحوطية التي اخذتها المملكة بمنع دخول القادمين من المناطق الموبوءة بحمى (إيبولا)، وقال: " في ظل دخول المعتمرين والحجاج إلي بلادنا، فإنَّ التحوُّط للعدوى التي قد تأتي من المناطق الموبوءة ضروري، وحسنا فعلت الدولة حينما منعت القادمين من تلك الدول حتي إشعار لاحق. وأكد د. الأهدل في تصريح ل "الرياض" أن الإجراءات والتعليمات التي صدرت من وزارة الصحة كان ضرورية وحاسمة، بعد انتشار حالات عديدة من مرض الحمى النزفية الدموية في دولة غينيا (بغرب إفريقيا) وبالتحديد في المناطق الحدودية مع ليبيريا وسيراليون، والذى يمكن أن يتسبب فيه العديد من الفيروسات، ولكن تحددت أسباب هذا التفشي بوجود عدوى بفيروس (إيبولا) المسبب للحمى النزفية القاتلة، التي يصل عدد من يموت بها حتي 90% من المصابين، وقد تم اكتشاف اول حالة هناك في هذا الانتشار الجديد منذ أكثر من شهر، وصادقت منظمة الصحة العالمية علي تلك الأخبار، وقد سببت هذه العدوى وفاة اكثر من ثلاثين شخصا لحد الآن في تلك المناطق. وحول أصول هذا المرض وبداياته قال د. الأهدل إن اول نوع من مجموعة الإيبولا فيروس قد تم اكتشافه عام 1976م في جمهورية الكونغو بالقرب من منطقة نهر إيبولا، ولذا سمي الفيروس بأنواعه باسم النهر. وأوضح أن هذا الفيروس بجميع أنواعه يتبع جنس فايلوفيروس الذى يتركب من غلاف دهني وجينوم من الرنا احادي النسيلة وذو شكل سليكي او خيطي. ومنذ ذلك العام ظهرت انتشارات لهذا الفيروس بين الفينة والأخرى في دول إفريقية عديده وإنجلترا ، وحتى الآن يتواجد من هذا الفيروس أربعة أنواع ثبت أن العدوى بها تصيب الإنسان والقرود ، وهذه الأنواع هي (زائير ، سودان ، تاي ، بنديبوقيو). والنوع الخامس (ريستون)، ولكن لم يثبت إحداثه للمرض في الإنسان ولكن في القرود. وقال د. الأهدل إن المعلومات العلمية المتوفرة عن هذا الفيروس قليلة بشكل عام ولكن بالقياس مع فيروسات مقاربة يُعتقد أن هذا الفيروس ينتقل عن طريق الحيوانات (أي حيواني المصدر) وخاصة الخفافيش .. وشرح طريقة الإصابة بالمرض بقوله: عند دخول الفيروس جسم الإنسان تحدث الحمى النزفية المميتة خلال فترة حضانة من يومين الى ثلاثة اسابيع، ولكن تظهر الأعراض بشدة وبحدة متمثلة في حمى وصداع وآلام في العضلات والمفاصل والحلق، يتبع ذلك إسهال وتقيؤ وآلام في المعدة، ثم نزف داخلي واحيانا خارجي.. ويستطرد موضحاً أن الناجين القلائل يكون لديهم تركيزات عالية من الأجسام المضادة المناعية مما قد يفسر وفاة الكثيرين الذين لا يعطيهم الفيروس فرصة لبناء المناعة اللازمة. ويبدي د. الأهدل أسفه كون هذا الفيروس القاتل ليس له أي لقاح أو تطعيم ، حتى الآن ، كما لا يوجد علاج سوى الرعاية المسكنة والمدعمة والملطفة، ولا يمكن الحماية من هذا المرض الا بالتأكد من عدم ملامسة أجساد المرضى حتى (المتوفون) منهم ودماؤهم وسوائل أجسامهم، ولن يتم ذلك إلا بعزل المرضى عزلا تاما وحماية المخالطين وأولهم العاملون في الحقل الصحي مع المرضى، وذلك عن طريق إلباسهم ملابس واقية وقاية تامة (لبس الأقنعة والقفازات والنظارات الواقية)، ومن ثم تطبيق كل تعليمات التحكم في العدوى بحذافيرها.