فيما أثارت وفاة عالم الوبائيات الشهير البروفسور شيخ علي خان، الذي لقي حتفه قبل شهر متأثرا بإصابته بعدوى فيروس "إيبولا" مخاوف الأوساط الطبية بالمملكة من وصول المرض عبر الحجاج من الدول المصابة، كشفت بروفيسور سعودية أن وزارة الصحة بدأت عام 1996 مشروعا لبحث وبائية فيروس "إيبولا" بعد ظهور الحمى النزفية في مناطق معينة. ولكن البرنامج تم إيقافه فجأة. بداية، طالبت أستاذ الفيروسات وعضو مجلس إدارة جامعة طبية بالمدينة المنورة البروفسور إلهام قطان باتخاذ التدابير الطبية المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة السعودية، ومن بينها الكشف على الأفراد القادمين من الدول التي يضربها الفيروس القاتل في فترة الحج، وخاصة الدول التي شهدت حالات وفيات، ووضع خطة عاجلة لتشغيل المختبر الوطني، وتوفير الأيدي العاملة والخبرات لتنفيذ الاحترازات اللازمة". وكشفت قطان عن أن "وزارة الصحة بدأت عام 1996 مشروعا لبحث وبائية فيروس "إيبولا"، وذلك بعد ظهور الحمى النزفية في مناطق معينة، ولكن فوجئ الجميع بإلغاء برنامج الوبائيات الحقلي، وكان من ضمن المشاركين في هذا البرنامج الدكاترة علي خان، وبكر بن صادق، ونادر الشريف، ونعيمة أكبر". من جهته، قال مدير مركز الجودة بجدة، والاستشاري بالصحة العامة والأمراض المعدية الدكتور مجدي الطوخي أن "إيبولا مرض فيروسي معد خطير يصيب الإنسان، وبعض أنواع القرود، اكتشف لأول مرة عام 1976، ومن حينها ظهرت أنواع مختلفة منه في كل من زائير، والجابون، وأوغندا، والسودان، مسببة أوبئة تكون نسبة الوفيات فيها من 50%: 90%". وأضاف أن "الفيروس المسبب لحمى إيبولا النازفة هو جنس من عائلة فيلوفيرايدي الفيروسية، وهي تشبه الديدان، ويتكرر وجود أعضاء هذه العائلة الفيروسية بشكل ظاهر بين الحيوانات الثدية بما فيها القرود، والقوارض، وعادة تعيش في السائل البلازمي للخلايا المضيفة". وأوضح الدكتور الطوخي أن "فيروس إيبولا عرف أولا عام 1976 في إقليمي السودان الغربي والاستوائي، وزائير المجاورة، وفي نوفمبر من نفس العام أصيب في السودان 284 شخصا، مات منهم 117، وفي سبتمبر وأكتوبر من العام نفسه أصيب 318 فردا، مات منهم 280، وفي عام 1977 تم عزل حالة في زائير، فيما ضربت موجة أخرى من المرض السودان عام 1979". وعن أسلوب انتقال العدوى، بين الدكتور الطوخي أن "فيروس إيبولا ينتقل إلى الناس بصفة أساسية خلال الاتصال المباشر بين شخص ملوث الى آخر سليم، سواء عن طريق الدم أو سوائل الجسم وإفرازاته، ويرتبط كثيرا بالمستشفيات، ويمكن أن ينتقل أيضا من خلال الجزيئات الصاعدة في الهواء، الا أن العدوى بهذه الطريقة تحدث بين القرود وليس بين البشر"، مبينا أن فترة حضانة الفيروس تمتد من يومين إلى 21 يوما قبل أن تظهر الأعراض الإكلينيكية على المريض. وعن العلاج، قال مدير مركز الجودة بجدة، والاستشاري بالصحة العامة والأمراض المعدية "حتى الآن ليس هناك علاج مضاد لفيروس حمى إيبولا، ولكن العزل الصارم للمرضى الملوثين بالفيروس ضروري لمنع انتشاره، وخاصة المهن المتصلة بالرعاية الصحية، حيث ينبغي على المتصلين بالمرضى أن يستخدموا الأقنعة والإجراءات اللازمة للوقاية من العدوى".