رفعت نيجيريا حالة التأهب في البلاد إلى الدرجة القصوى، بعد وفاة مواطن ليبيري تأثرًا بإصابته بفيروس "إيبولا" في أحد مستشفيات لاجوس، بعد وصوله البلاد يوم الثلاثاء (22 يوليو 2014)، وهي حالة الإصابة الوحيدة بإيبولا التي يتم تأكيدها في نيجيريا منذ تفشي المرض في غرب إفريقيا بداية العام الحالي. بدوره، قال وزير الصحة النيجيري أونيبوتشي تشوكو إن كل المنافذ الحدودية تقف على أهبة الاستعداد في الوقت الذي يقوم فيه مسؤولون من الصحة بفحص الأشخاص الذين تعاملوا مع المصاب. ومرض فيروس إيبولا هو مرض فيروسي خطير يصيب الإنسان وبعض أنواع القردة، وهو مرض مُعْدٍ يتصف بمعدلات إماتة عالية. واطلعت "عاجل" على قصة بداية الفيروس، ووجدت أنه يعود أول اكتشاف للمرض في بلدة في زائير؛ حيث كان هناك بائع فحم نباتي، وفي 6 يناير 1995 شعر الرجل بأنه مريض، ووقع على الأرض مرتين وهو في طريقه من الغابة إلى البيت، وعندما وصل قال إنه مصاب بصداع وحمى، وفي خلال الأيام القليلة التالية تدهورت حالته، وفي 12 يناير حملته عائلته إلى مستشفى عام؛ حيث ازدادت حالته سوءًا وبدأ يتقيأ، وكان الدم يتدفق بشكل يتعذر ضبطه من أنفه وأذنيه، ثم توفي في 15 من الشهر نفسه، وسرعان ما صار آخرون من عائلته، ممن لمسوا جسده، مرضى. وبحلول شهر مارس، مات 12 فردًا من أقربائه اللصقاء، وفي أواسط شهر إبريل بدأت هيئة العاملين في المستشفى وآخرون يمرضون ويموتون مثل الرجل وعائلته، وبسرعة انتشر المرض إلى بلدتين أخريين في المنطقة. والفيروس فتّاك للغاية، بحيث جعل العلماء في الولاياتالمتحدة يدرسونه في مختبر شديد الأمان مبني بجهاز تهوية يمنع تسرب أي ميكروب ينتقل بالهواء، وقبل دخول المختبر يرتدي العلماء بزات فضاء واقية ويستحمون بالمطهرات عندما يغادرون. وكان الأطباء الذين وفدوا على زائير، قد حملوا معهم ملابس وقائية وقفازات وقبعات تُرمى بعد استعمالها، ونظارات واقية وبذلات خصوصية تغطي الجسم كله، فلا يخترقها الفيروس. وبالمقارنة، افتقر معظم سكان زائير إلى المعدات لحماية أنفسهم، وخاطر آخرون بحياتهم أو خسروها عمدًا بسبب الاعتناء بأحبائهم المرضى، وكانت النتيجة خسائر فادحة في الأرواح؛ حيث أباد الفيروس عائلات بكاملها. ومنذ أيام قليلة، أعلنت حكومة سيراليون أن كبير الأطباء الدكتور شيخ عمر خان (39 عامًا) في مكافحة فيروس إيبولا، أصيب بالمرض، وهو الشخص الذي يقود جهود البلاد للسيطرة على تفشي الفيروس الذي قتل 206 مواطنين. ويقتل إيبولا 90% ممن يصابون به، ولا يوجد له علاج أو تطعيم. وأودى فيروس إيبولا بحياة أكثر من 600 شخص في غينيا وليبيريا وسيراليون؛ ما يضع ضغوطًا على الأنظمة الصحية في بعض أشد البلدان الإفريقية فقرًا. يُشار إلى أن مرض فيروس إيبولا اكتشف لأول مرة سنة 1976، ومن حينها ظهرت أنواع مختلفة منه مسببة أوبئة تكون نسبة الوفيات فيها من 50 إلى 90% في كل من زائير، والجابون، وأوغندا، والسودان؛ حيث ينتقل المرض بسرعة عن طريق العدوى، ومن أعراضه الإسهال والقيء والنزف الداخلي والخارجي.