يبدأ الباحثون البريطانيون أكبر دراسة في العالم للتحقق من التأثير المحتمل لاستخدام الهواتف المحمولة والأجهزة اللاسلكية الأخرى على نمو مخ الطفل. وأشارت وكالة أنباء رويترز اليوم الثلاثاء (20 مايو) إلى أن مشروع دراسة المعرفة وسن المراهقة وأجهزة الهواتف المحمولة (سكامب( سيركز على الوظائف المعرفية مثل الذاكرة والانتباه التي تستمر في النمو حتى فترة المراهقة وهي الفترة العمرية التي يبدأ فيها المراهقون امتلاك واستخدام الهواتف الشخصية. ورغم عدم وجود أدلة مقنعة على تأثير موجات الراديو الصادرة عن أجهزة الهواتف المحمولة على الصحة إلا أن معظم الأبحاث العلمية حتى يومنا هذا ركزت على البالغين واحتمال الإصابة بسرطان المخ. ولهذا ،بحسب القائمين على الدراسة، لا يزال العلماء غير متأكدين مما إذا كانت أمخاخ الاطفال وهي في فترة النمو تكون أكثر عرضة للخطر من أمخاخ الكبار ربما لأنهم في مرحلة نمو جهازهم العصبي وربما لأنهم سيكونون أكثر عرضة مع تراكم السنين. وقال بول إليوت مدير مركز البيئة والصحة في كلية إمبريال بلندن والذي سيشارك في الاشراف على الدراسة "الدلائل العلمية المتوفرة حتى اليوم مطمئنة وتظهر عدم وجود رابط بين التعرض لموجات ترددات الراديو الصادرة عن استخدام الهاتف المحمول وإصابة البالغين بسرطان المخ على المدى القصير أي أقل من عشر سنوات استخدام." وأضاف "لكن الدلائل المتوفرة بشأن الاستخدام الكثيف طويل الأمد واستخدام الأطفال محدودة وأقل وضوحا." وتستخدم أجهزة الهاتف المحمول في كل مكان. وتقدر منظمة الصحة العالمية وجود 4.6 مليار مشترك على مستوى العالم. وفي بريطانيا يملك نحو 70 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم الآن بين 11 و12 عاما هاتفا محمولا وترتفع هذه النسبة إلى 90 بالمئة مع الوصول إلى سن 14 عاما. ويهدف إليوت والمحققة الرئيسة في الدراسة ميريل توليدانو إلى جمع نحو 2500 متطوع من أطفال المدارس تتراوح أعمارهم بين 11 إلى 12 عاما ومتابعة تطورهم المعرفي على مدى عامين وفي الوقت نفسه جمع بيانات عن عدد المرات والمدة الزمنية والغرض من استخدامهم الهواتف المحمولة أو الهواتف الذكية والأجهزة اللاسلكية الأخرى. وسيجيب أولياء الأمور والتلاميذ الذين يوافقون على المشاركة في الدراسة على أسئلة بشأن استخدام الأطفال للهواتف المحمولة والأجهزة التكنولوجية اللاسلكية وحالتهم الصحية ونمط حياتهم. كما سيخضع التلاميذ أيضا إلى اختبارات داخل الفصول يضعها الكمبيوتر لقياس القدرات المعرفية التي تقف وراء وظائف المخ مثل التذكر والانتباه.