اعتبر عدد من الخبراء والسياسيين قرار السعودية، بإدراج جماعة الإخوان المسلمين ومجموعات أخرى من التنظيمات والجماعات على قائمة الإرهاب بأنه إجراء وقائي بعدما أصبحت الجماعة تمثل خطرًا- على حد قولهم– على الأمن القومي السعودي. وقال الدكتور محمد آل زلفة، عضو مجلس الشوري السعودي السابق، إنه كان يأمل أن يصدر القرار من سنوات لتجنب الكثير من الأوضاع الحالية، مشيرًا إلى أن السعودية خُدعت عندما فتحت مدارسها لهؤلاء المتطرفين. وطالب "آل زلفة" هيئة كبارة العلماء وأساتذة الشريعة في الجامعات بضرورة إعادة النظر في الفتاوى التي صدرت من هؤلاء على مدار العقود الأربعة الأخيرة، معتبرًا أنها فتاوى ضالة ولا تعبِّر عن الإسلام الصحيح. إجراء وقائي ومن جانبه، اعتبر حسن أبو هنية، الخبير في الجماعات الإسلامية، أن القرار إجراء وقائي من جانب السعودية. وحذر أبو هنية، خلال مداخلة هاتفية لقناة "سكاي نيوز"، من استخدام هذه الجماعات لمسارات أخرى بإنشاء منظمات أو جمعيات بأسماء أخرى، مشددًا على ضرورة تحديد مفهوم عام نستطيع من خلاله تحديد الشخصيات التي قد تكون مساندة لتلك الجماعات. مسار صحيح وأضاف زهير الحارثي، عضو مجلس الشورى السعودي، أن تلك الجماعات لا تشكل خطرًا على الأمن السعودي فقط، إنما على العالم كله، موضحًا أن القرار أعاد الأمور إلى نصابها الصحيح بتأكيد أن الإسلام الوسطي لا يمثله هؤلاء. وأضاف الحارثي، خلال مداخلة هاتفية لقناة "سكاي نيوز عربية": "تلك الجماعات تتبنى فكرًا متطرفًا دمويًا يرفض الحوار ويميل للإقصاء ويستخدم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لفرض رؤيته وقناعته وليس لديهم مانع في أن يقتلوا النساء والأطفال في سبيل تحقيق أهدافهم." وعن إمكانية تطبيق هذا القرار، قال عضو الشورى السعودي، إن المملكة العربية السعودية عندما وضعت هذا القانون كانت عازمة على مواجهة الإرهاب، مشيرًا إلى أن الرياض نجحت أمنيًا خلال العقود الماضية في التصدي لمثل هذه الجماعات، على حد قوله. قرار متأخر ورأى البرلماني المصري السابق أبو العز الحريري، أن إعلان المملكة العربية السعودية أن الإخوان جماعة إرهابية جاء متأخرًا، موضحًا أن دول الخليج تدافع عن نفسها وعن مصالحها باتخاذ تلك القرارات. وأضاف في تصريحات صحفية أن رؤساء وأمراء الدول العربية بادروا باتخاذ تلك القرارات بعد أن شعروا بالخوف من الإخوان على بلدانهم ومصالحهم، مضيفًا أن الإمارات والكويت وغالبية الدول الداعمة للسلطة الحاكمة الآن ستتخذ نفس القرارات في الأيام المقبلة، بحسب توقعه. وتابع البرلماني السابق أن معظم دول الخليج يسيطر عليها مناصرون للإخوان، معتبرًا أن تلك القرارات ستؤثر بدورها على دعم الجماعة خارجيًا. "الإخوان" تعترض قال القيادي في جماعة الإخوان في مصر، رضا فهمى، إن الجماعة ليس لها "تنظيم" بالسعودية، ردًا على إدراج المملكة الجماعة على قائمة "التنظيمات الإرهابية"، ضمن 8 تنظيمات أخرى. وأضاف فهمي، أن "جماعة الإخوان المسلمين ليس لها أي تنظيم بالمملكة، ولكن هناك من يؤمن بأفكار الجماعة المعتدلة شأن الكثيرين في الدول العربية".