المناطق: ساعد الثبيتي، صالح السريعي، نايف العصيمي رغم انفضاح مخططاتهم، وسقوط ورقة التوت عن عور توجهاتهم، إلا أن كتب جماعة الإخوان المسلمين ومؤسسها حسن البنا، ما تزال تعشعش في بعض المكتبات السعودية، فيما برزت مطالبات قادها أعضاء مجلس شورى ومفكرون وقضاة، للتصدي للإنتاج الإخواني وفقا لمقتضى الأمر الملكي الذي يجرم كل ما من شأنه خلق التحزب وسط المجتمع. ووفقا لرصد استقصائي قامت به "الوطن"، يأتي من أهم كتب الجماعة بالمكتبات "من رسائل المرشد العام لجماعة الإخوان"، "حكايات عن الإخوان"، "حديث حول المواقف السياسية للإخوان"، "ماذا تعرف عن الإخوان المسلمين"، "الإمام الشهيد حسن البنا داعية دخل التاريخ من أوسع أبوابه"، "معالم منهج الإخوان المسلمين من رسائل الإمام البنا"، "حسن البنا في عيون تلاميذه ومعاصريه". وفيما حذر عضو مجلس الشورى القاضي عيسى الغيث من الخطر الذي تشكله الجماعة، خاصة فرعها المنشق "السرورية"، شدد عضو لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية عازب آل مسبل، على أهمية التصدي لكل الكتب التي يثبت حملها لفكر مؤثر ومتطرف. من ناحيته، دعا الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية عبدالله بن بجاد، إلى الحذر من كتب الجماعة، وبالأخص التي تسعى لترويج فكرها؛ نظرا لما تشكله من خطر وتهديد لأمن الدولة. في الوقت الذي ثمن فيه مفكرون وقضاة وطلبة علم ومواطنون قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي يقضي بعقوبة السجن لكل من يشارك في أعمال قتالية خارج المملكة أو الانتماء للتيارات أو الجماعات الدينية والفكرية المتطرفة، كشف مهتمون بالشأن الفكري أن حماية الشباب من الانزلاق في براثن التطرف تقتضي إجراءات متعددة منها حماية المكتبة السعودية من الكتب التي تمجد الجماعات الإرهابية وتروج لأفكارها، ومنها جماعة الإخوان التي صنفت في مصر على أنها جماعة إرهابية. الغريب في الأمر أن العديد من المكتبات السعودية تزخر بالكتب التي تنتمي إلى الفكر الإخواني، بطريقة أو بأخرى أو تحمل في ثناياها تمجيدا لهذا الفكر ومن ينتمون إليه، الأمر الذي دعا المختصين إلى المطالبة بالتصدي بحزم لهذا الفكر، وتطبيق قرار خادم الحرمين الشريفين، وحظر جميع الكتب التي تؤصل لفكر الجماعة الإرهابية أو تمجدها من المكتبات السعودية، على أن يطال الحظر المواقع الإلكترونية التي تروج للإرهاب بكافة صوره. جماعات متطرفة ويرى القاضي السابق وعضو مجلس الشورى الشيخ عيسى الغيث، أن الأمر الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين "من منظور قضائي وتشريعي" يحظر القتال مع المنظمات الخارجية أو الانتماء لها داخليا وتمجيدها، ويشمل جميع التيارات والجماعات الدينية والفكرية المتطرفة والإرهابية، وقال إن تنظيم الإخوان و"السروريين" وهم فرع منشق عن الإخوان ويضاهونهم، فضلا عن القاعدة يعدون جميعا من أخطر الجماعات، مشيرا إلى أن القاعدة لم تخترق أجهزة الدولة، وإنما جماعة الإخوان هي الأخطر باعتبارها تعمل على اختراق تلك الأجهزة.. أما "السرورية" فهي نسبة لمحمد سرور "إخواني سابق" سوري الجنسية كان يعمل في المعهد العلمي في القصيم. وأشار إلى أن جميع هذه التنظيمات والجماعات هي الأخطر عند السنة تقابلها جماعات متطرفة لدى الشيعة، وكذلك التيارات الفكرية الأخرى العلمانية والناصرية والبعثية وكلها جماعات متطرفة مشمولة بالأمر الملكي. ودعا الغيث الجهات المختصة إلى تفعيل الأمر الملكي خاصة على الكتب المنتشرة في المكتبات العائدة لهذه الجماعات، مطالبا بإنشاء مركز وطني لمكافحة الإرهاب يتولى الإجراءات التنفيذية والتشريعية والتحليل والرصد، باعتباره ضرورة في وقتنا الحالي، مشيرا إلى وجود أنظمة في الدولة تكافح الإرهاب أبرزها نظام مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال، مشددا على أن الأمر الملكي يحظر القتال في الخارج والانتماء والتعاون والتعاطف والمدح والثناء على الجماعات المتطرفة دينيا وفكريا والمنظمات الإرهابية. فتاوى الإرهاب وأضاف القاضي السابق وعضو مجلس الشورى، أن التقنية الحديثة جعلت من بعض هذه الكتب متوفرة إلكترونيا، ولذلك يجب رصد ومتابعة المواقع التي تروج لها وحجبها قدر المستطاع، وينبغي ألا يقل الحماس في هذا الجانب ويظهر الفتور مرة أخرى، مشيرا إلى أن مثل هذه الأوامر يجب أن تنفذ بحزم ولا يفتر عن تنفيذها بعد أشهر من صدورها؛ كما حدث لأمر تنظيم الفتوى الذي نفذ بحزم وأوقفت بعض برامج الفتوى وحجبت بعض المواقع. من جانبه أشاد الكاتب والباحث- صاحب منتدى السالمي الثقافي- حمّاد بن حامد السالمي بالأمر الملكي، الذي وصفه بأنه "وضع النقاط على الحروف"، وجرّم كل أعمال وأشكال دعم التطرف وممالأة الإرهاب في الداخل والخارج. وأضاف "الفكر الإخواني القائم على مبدأ قم لأجلس مكانك، استشرى في الدول العربية منذ أكثر من خمسة عقود، فكثير من رموزهم وممثليهم تقلدوا مناصب إدارية وعلمية وتربوية وخلافها، وراجت كتبهم في الأسواق وفي المؤسسات الرسمية ومن خلالها، ومنها كتب سيد قطب التي تكفر المجتمعات الإسلامية، وتدعو للعصيان، وتُنظِّر للخروج على الحكام.. "معالم في الطريق، وفي ظلال القرآن" على سبيل المثال.. وقد غصت بكتبهم مكتبات المدارس والجامعات، وما زالت في كثير منها، ويتأثر الكثير من القراء بها، ربما جهلاً بما هي عليه الجماعة من تطرف وسعي حثيث للسلطة لا أكثر. جرم واستهداف وأكد أن الدولة المصرية وشعبها الكبير، أعلنا أن جماعة الإخوان جماعة إرهابية، بعد الذي ارتكبته من جرائم ومجازر في حق الشعب، وننتظر من مجلس التعاون الخليجي، اعتبار هذه الجماعة "إرهابية"، فقد ثبت جرمها ضد دولة الإمارات، واستهدافها للمملكة ودول الخليج قاطبة، ولعل المؤسسات الرسمية في وزارات مثل التربية والتعليم العالي وغيرها، تستأصل من مكتباتها كتب التكفير و"الأخونة"، التي استقرت فيها منذ عقود مضت. ويرى الكاتب عبد الله بن بجاد العتيبي أن الكتب التي تتعلق بجماعة الإخوان المسلمين أصدرها رموز الإخوان المسلمين وتحمل توجيها أيديولوجيا لنشر فكر الجماعة وتنظيمها ومصطلحاتها، ومن أمثال ذلك مؤلفات سيد قطب، فضلا عن صنف آخر يهدف إلى كيفية بناء الكفر الإخواني والتنظيمات الإرهابية كمؤلفات عبد المنعم العزيي وهو عراقي إخواني معروف باسم محمد الرشيد، وهذه الكتب تصنف على أنها كتب إرهابية ككتب عناصر القاعدة، أما الدراسات التي تتناول تاريخ جماعة الإخوان المسلمين "كحالة للدراسة" ورموزهم وكشف حقائقهم، فهي لا بأس بها ويجب أن نشجعها لكي تكشف الصورة الحقيقية لهذه الجماعة، أما الصنف الرابع وهي الكتب التي يصدرها رموز جماعة الإخوان في الخليج العربي، وهذه الكتب تصنف من كتب التحريض والتشجيع والتمجيد ويجب الحذر منها. مؤلفات خطيرة وقال العتيبي: لا أريد أن أحجر على الباحثين بمنع مصادر المعلومات عن هذا التنظيم ولكن يجب أن نحذر من أن تكون هذه الكتب متداولة لعامة الناس الذين لا يدركون أبعادها وفي مكتبات المدارس لأنها شديدة الخطورة والنشء لا يدركون خطورتها ويعتقدون أن كل ما في مكتبة المدرسة صالح فكريا. وأشار إلى ضرورة أن تولي وزارة التربية والتعليم هذه الجانب أهمية وتجتث كتب الإخوان من مكتباتها، وبين أن الأمر الملكي القاضي بحظر القتال مع الجماعات المتطرفة والانتماء لها واضح وصريح، ولكن كيف يمكن ملاحقتهم وتصنيفهم فهذا يعود إلى اللجنة التنفيذية التي نترقب أن تعلن تفاصيل إجراءات وآلية تطبيق القرار الملكي بهذا الشأن. "إسلامية الشورى": التصدي لكتب التطرف "مطلب" الرياض: نايف العصيمي شدد عضو لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية بمجلس الشورى عازب آل مسبل، على أهمية التصدي لكل الكتب التي يثبت حملها لفكر مؤثر ومتطرف، لكنه رفض في المقابل إطلاق أحكام عامة على كل الإنتاج والمؤلفات الموجودة بالسوق بأنها تذهب في ذلك الاتجاه. وفي تعليقه على وجود كتب الأخوان المسلمين في المكتبات السعودية، قال آل مسبل ل"الوطن": المؤلفات الموجودة في المكتبات قد لا يستطيع الإنسان أن يتهم كتابا بعينه بأنه يحمل رؤية معينة لفئة معينة إلا أن يثبت ذلك من خلال التصريح بها في الكتاب، فقد تكون الكتب مكشوفة ومنتظمة في مكتبات المملكة منذ زمن بعيد، وهي موجوة بشكل عام، سواء كانت من كتب العقائد والتفسير وما شابه ذلك.. فعقيدتنا واضحة في التوحيد السلفي". وأوضح عضو لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية بمجلس الشورى أنه من غير الممكن القول بأن ذلك يشمل جميع الكتب الموجودة لأن هذا الأمر قد يكون فيه شيء من العموم، مضيفاً: "لكن ما كان يحمل فكراً متطرفاً مثبتاً فنعم المملكة تحمي أبناءها، ليس من اليوم لكن من قبل وهي حريصة على ذلك". وأشار آل مسبل إلى أن المملكة عقيدتها واضحة وهي عقيدة التوحيد السلفي، ونحن ضد كل ما يتنافى مع ذلك.. فالمسلم حريص على عقيدته قبل كل شيء، مستدركاً أن الأمر الملكي يتفق مع النظام الأساسي للحكم في المملكة، بحيث إنه يجب أن يتوحد الشعب السعودي خلف قيادته ويتم إبعاده عن كل ما يثير الفرقة والاختلاف. وقال آل مسبل: المسألة انتقلت من مجرد الفكر إلى الممارسة، مبيناً أن هذا الأمر تمت مراعاته في الأمر الملكي، بضرورة أن يكون هناك تآلف ووحدة وطنية بين جميع أبناء المملكة، بالإضافة إلى أن الأمر شامل في مجمله لكل فكر متطرف، سواء إلى جهة اليمين أو اليسار، مرجعاً ذلك لأن المملكة على منهج وسطي واضح يستمد أحكامه وأنظمته من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن لديها مرجعية علمية كبرى وهي هيئة كبار العلماء، حيث يرجع إليها في هذا الجانب.