استنكر الدكتور أحمد عبد الرحمن العرفج، الكاتب السعودي الساخر، لجوء بعض أئمة المساجد لتناول مشكلات سياسية بخطبة الجمعة، قائلا "ليست هناك فائدة من تأجيج الناس والحكومة لم تقصر في دعم الدول". وقال العرفج، خلال لقائه ببرنامج «يا هلا»، على قناة «روتانا خليجية»، "يوم الجمعة هو يوم الراحة والمواطنون يذهبون للمسجد لسماع موعظة حسنة، كما أن إقحام المواطن البسيط داخل المسجد في مشاكل سياسية غير جيد، ومن الأفضل التحدث في القيم الإنسانية كالخير والعدالة والأمن وبر الوالدين والابتسامة". وتعليقًا على خبر يقول إن "الكلاب تشجع الأطفال على القراءة"، أضاف: "تعلمت الخطابة في صغري على الدجاج، كنت أقف أمامها وألقي خطبة وكانت تستمع بصمت وكنت أشعر بأنها تهز رأسها كتعبير عن الموافقة وكان الهدف من ذلك اكتساب ثقة التحدث من الدجاج لأنها كانت صامتة وأنا أستفيض بالكلام وعندما ذهبت إلى بريطانيا للدراسة، وحين ينتابني اليأس أقف أمام الأبقار وأخطب فيها وأتحدث". وأبدى تعجبه من تزايد أمراض بالمملكة، قائلا "في السعودية يوجد عدد كبير من استراحات المواطنين والملاهي ومحال التسالي ومع ذلك الشعب صدره ضيق وأستغرب ذلك، لأن الإنسان لابد أن يعالج نفسه بنفسه وأن يكون مؤمنا بالقدر؛ فيتفاءل دوما بالخير في أيامه المقبلة". وأكد أن الحرم فقد كثيرا من روحانيته بسبب رنات الموبايل وكاميرات الجوال التي أذهبت الخشوع وشغلت الناس، مضيفا "يجب أن يختلي الإنسان بربه في المساجد، كما أن السعوديين يتعاملون مع الكاميرات بصورة كبيرة بعد أن كانت آلات التصوير ممنوع دخولها للمملكة وهذا من المتناقضات وقبل 30 سنة لم أكن أتخيل أن يدخل أحد للحرم وهو يمسك بكاميرا ولكن الآن الأمر اختلف وانتشر بصورة كبيرة". وحول توجيه وزيرة سعودية سؤالا للمرأة السعودية بأنها تبالغ في وضع المكياج وهي تغطي وجهها، قال "الوزيرة استفزت من سؤال لمحرر إحدى الجرائد حول وضع المرأة المغربية في المملكة، وأنا أتعجب حقا من الإفراط في استخدام مساحيق التجميل حتى داخل المنزل، في أوربا السيدات لا يضعن المساحيق إلا في المناسبات فقط وبكمية معقولة، ولكن الخليجيات يضعنها حتى وهن ذاهبات لمحلات البقالة وأقول لهن إن الاعتدال جيد ولا نريد للمرأة أن تكون كاللوحة السريالية". وأوضح أن الدولة غنية وخيراتها وصلت للعالم كله، فمن باب أولى أن تصل للمواطنين عند تثمين بيوتهم للمصلحة العامة، ويجب أن تراعي الدولة القيمة المعنوية لمجاورة الحرم الشريف عند تثمين بيوت المقيمين حوله.