زار الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز (أمير المنطقة الشرقية) "بيت الخير"، بمقر المهرجان الوطني للتراث والثقافة ب"الجنادرية 29"، وقدم المشرف العام على بيت الخير، مدير عام العلاقات العامة والإعلام بإمارة المنطقة الشرقية فيصل القو عرضًا عن أقسام البيت وما يحتويه. وبدأت زيارة الأمير سعود، مساء السبت، بافتتاح المدرسة الأميرية التي نفذتها أمانة الأحساء، كما زار أجنحة البيت وخصوصًا ركن ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، والذي شارك بنموذج مصغر لسفينة نقل بحري، ومسجد جواثا الأثري والبيئة الزراعية، والنحت على الرمال ومجسم جبل قارة و سوق القيصرية، وركن الأسر المنتجة، والحرف الشعبية المشاركة، فضلا عن الوفد النسائي بالبيت التقليدي الذي يحكي البيت القديم، ويشمل الكندية والحوي وغرفة العروس والخيمة الشعبية. "آثار الجوف" بدوره، عرض متحف "الدَّر" المشارك ب"الجنادرية" قطعًا أثرية وحيوانات متحجرة تم جمعها على مدار عدة سنين، وشارك بها مالكها سالم حمدان الشراري هذا العام في جناح منطقة الجوف بمهرجان الجنادرية 29، وتم عرض أكثر من 200 قطعة أثرية قد يصل تاريخ بعضها إلى آلاف السنين. كما عرض بالمتحف سمكة الزبيدي متحجرة وجدت في محمية الطبيق الواقعة بشمال المملكة، وظهرت السمكة المتحجرة بكامل تفاصيلها، وتبين ملامحها الخارجية الدقيقة مثل الحراشف والخياشيم. من جانبه، قال سالم حمدان الشراري إنه يشارك لأول مرة في فعاليات الدورة ال29 للمهرجان الوطني للتراث والثقافة هذا العام 1435ه، ومتحفه الخاص بدأ بجهود ذاتية من فترة زمنية بعيدة ويوجد لديه قطع أثرية وتاريخية أحضر أغلبها لجناح الجوف بالجنادرية. وذكر الشراري أنه شارك بعدد من الأسلحة القديمة وبعض المنسوجات من السدو وأصداف متحجرة وقطع فخارية أثرية متنوعة والتي تعود للعصر الحجري أي قبل آلاف السنين. "الشعر الجوفي" في الوقت نفسه، زار أمين أمانة منطقة الجوف المهندس عجب القحطاني، مساء السبت، بيت الشعر الجوفي المشارك بالمهرجان، واطلع على سير العمل بمقر وفد إمارة منطقة الجوف، كما زار معصرة الزيتون، ومعرض التعريف بمنطقة الجوف، ثم تجول بين أجنحة الحرف المشاركة مع الوفد في السوق الشعبي بمهرجان الجنادرية. يذكر أن مشاركة المنطقة لهذا العام خصصت للتعريف بمحافظة طبرجل، ويخصص كل عام لمحافظة من محافظات منطقة الجوف للتعريف بها من خلال المهرجان الوطني للثقافة والفنون "الجنادرية 29". "ليف النخيل" وقف زوار "الجنادرية" ساعات طويلة أمام حماد ملفي الحازمي وهو يفتل حبلا براحتيه من ليف النخيل؛ التي تشتهر بزراعتها منطقة الجوف، ويبدأ بإعداد أنواع مختلفة من الحبال المصنوعة من ليف النخيل، الذي يسميه أهل الجوف ب(الخلب). هذه الحرفة تم ابتكارها من مبدأ "الحاجة أم الاختراع"، وجاءت من اعتماد "ابن الجوف" آنذاك، ووفق الإمكانيات المتاحة له لصنع الحبال التي تساعده في إنجاز أعماله اليومية، مثل إنزال بلح النخيل من فروعها، وكذلك ربط السواني. وذكر "الحازمي" أنه يستخدم راحتيه في عملية الفتل ولا تساعده آلات حديثة، مبينا أن فتل الحبل لهُ أشكال كثيرة منها ما هو "رباعي وثلاثي وثنائي"، ليستغرق منه عمل المتر الواحد أقل من 10 دقائق بعد جمع ليف النخيل وتجهيزه.