في واحدة من أسوأ أشكال إقحام السياسة في الرياضة تحرشت وسائل إعلام عراقية محسوبة على إيران بالمملكة العربية السعودية من خلال استغلال مباراة كرة القدم التي جمعت المنتخبين السعودي والعراقي مساء اليوم الأحد، في عمان في نهائي كأس أمم آسيا للمنتخبات الأولمبية والتي انتهت بفوز العراق بهدف نظيف، حيث نشرت صحيفة النهار العراقية التي يدور كلام كثير حول كونها ممولة من الحكومة الإيرانية صورة على صدر صفحتها الأولى اليوم لمنتخب العراق وبجواره منتخب السعودية وقد رُكِّبت وجوه عدد من الدعاة والإعلاميين السعوديين على أجساد اللاعبين بدلا من صور اللاعبين أنفسهم ونشرت على الجانب صورة لمقدم البرامج السعودي الشهير داوود الشريان كمدرب لهذا المنتخب الذي أسمته ب "منتخب داعش". وعقب المباراة أذاعت قناة الأنوار المحسوبة على إيران هي الأخرى تهنئة مكتوبة للمنتخب العراقي بفوزه على "منتخب داعش" السعودية. وكانت أزمة غير خافية قد نشبت بين الرياض وبغداد على خلفية اتهامات حكومة المالكي للحكومة السعودية بدعم الدولة الإسلامية في العراق والشام التي تعرف اختصارا ب "داعش" وقيام عدد من الفضائيات المقربة من رئيس الحكومة العراقية بنشر ما قالت إنه اعترافات عناصر من الحركة المتطرفة بتلقيها دعما ماليا ولوجيستيا من السعودية، رغم تنافي الاتهام مع المنطق لأسباب سياسية كثيرة لا مجال لحصرها هنا، وكذلك تنافيها مع الموقف السعودي وتوجه أغلب مشايخ المملكة الذين يهاجمون داعش عبر منابر المساجد والفضائيات الدينية. هذا التحرش العراقي تسبب في إيجاد حالة من الاستياء بين السعوديين، وأنشأ عدد كبير من المغردين حسابات خاصة تحمل عنوان "ابعدوا العراق عن كأس الخليج" تضمنت آلافا من التعليقات الغاضبة التي وصل بعضها إلى حد المطالبة ليس إبعاد المنتخب العراقي عن المشاركة في دورات الخليج وإنما باستقبال حافلة الفريق وتفجيرها!!. لكن المثير للإعجاب أن كثيرا من المغردين السعوديين لم يستسلموا لحالة الغضب وسجلوا تعليقات اتسمت بالموضوعية وضبط النفس مثل أحمد هتان الذي كتب يقول "بدلا من أن تجمعنا الرياضة يُصر بعض مرضى (الإع)لام العراقي على إقحام السياسة فيها وتشويهها"، وأيضا ممدوح البلوي الذي كتب "العراق فيها السني والكردي والشيعي المعتدل كيف نحملهم ذنب قناة طائفية".