عندما لاحظت الجامعات وبتوجيه من وزارة التعليم العالي تدني مستوى الطلاب والطالبات التعليمي وتأثير ذلك على مستوى الخريجين والخريجات سواء في التعليم أو التوظيف في القطاعين الخاص والعام اضطرت إلى إجراء عاجل تمثل في الاستعانة بأنظمة التعليم العالي في الدول المتقدمة وذلك بإجبار الطلاب والطالبات على إجراء اختبار (قياس) يليه الدارس في السنة التحضيرية وتم صرف ميزانيات ضخمة على الكليات التحضيرية التي هدفها عمل فلترة للطلاب والطالبات بحيث لا يكمل الطالب أو الطالبة دراستهما الجامعية مالم يتجاوز (قياس) بمعدل مرتفع يؤهله لإكمال دراسته الجامعية في التخصص المناسب بمعنى أن غير الطموح وغير صاحب الإرادة وغير المجد ،المجتهد، المثابر لن يتمكن من الدراسة في الجامعة، وهنا يكون التقييم عادلًا بعيداً عن العواطف وإن حدث تجاوزات فهي تعد على أصابع اليد. - سقت هذه المقدمة وأعتذر أن أطلت كمدخل للحديث عن الوضع الإعلامي الرياضي الحالي الذي هبط الى أدنى مؤشر من خلال بعض البرامج الفضائية أو الكتابات في الأعمدة الصحفية ولم يعد الأمر قضية حرية رأي بعد أن بلغت التجاوزات مداها ووصلت إلى الحضيض وزادها سوءاً انتقال هذا الطرح إلى برامج تبث من دول خليجية شقيقة إذ لم أرَ ضيوفاً من هذه الدول أو غيرها يتحدثون في القنوات السعودية ويتحاورون عن رياضة بلدانهم بمثل الذي حدث من بعض الإعلاميين المحسوبين على الإعلام السعودي في برامج خارجية او عبر قناة محلية حكومية او خاصة. ** الأمر خطير ويتطلب تدخلاً عاجلاً من المسؤولين في وزارة الإعلام لضبط الأمور وإعادتها إلى نصابها، وأن يكون هناك اشتراطات شبيهة بأهداف (قياس) و(التحضيرية) بحيث يكون الإعلامي مؤهلاً بموهبته وخبرته وفوق ذلك حسه الوطني الذي يجعله يفكر كثيراً قبل التعليق على أي قضية ويدرك أن ما يكتبه يؤثر سلباً وإيجاباً في عقول شريحة كبيرة من الشباب الذي يمثل العدد الأكبر من المجتمع السعودي الذي يفترض طرح كل مايلم شمله ويجعله في علاقة وثيقة ومحبة دائمة ومثالية يدرك أن الرياضه تنافس شريف في كرة القدم لا يتعدى دقائق المباراة ومافوقها من أوقات إضافية وبدل ضائع بعدها الذي لا ينتصر اليوم ينتصر غداً ودوام الحال من المحال. - في مقال سابق قلت تحت عنوان (لا ..لا لم تعد رياضة) قبل سنوات وحذرت من خطورة الطرح السلبي والأحاديث الفضائية وتسببها في الاحتقان بين الجماهير الرياضية السعودية والمجتمع بشكل عام، وطالبت بتدخل وزارة الإعلام لكن الوضع لم يتغير فزاد سوءاً وتطور إلى إحضار الكتب المعنونة ب (الحشرات) وخلافها وتبادل السباب والشتائم ممن يفترض أن يكونوا قدوة ناهيك عن عبارات التهديد في وضع يظهر حتى إفلاس القناة الخاصة وسعيها للاثارة والكوميديا على حساب مشاعر المشاهد وزيادة التعصب بين الجماهير بشكل أثر بشكل ملحوظ على المنتخبات السعودية التي فشلت في التأهل لأي مسابقه خاضتها!!. - وسط هذا المناخ الإعلامي لن تقوم للرياضة السعودية قائمة ولن تعود الانتصارات التي أشهرت اسم الوطن في محافل دولية عدة، إذ في الاقتصاد والسياسة والاجتماع وغيرها هناك برامج ومحللون والكل يقدم وجهة نظره بشكل حضاري والحوار هادئ ومثالي وممتع، أما في الرياضة فما حفلت به الأيام الماضية كفيل بتقديم الوجه الحقيقي الحالي للإعلام الرياضي الذي أؤكد أن تأثيره السلبي لم يطل فقط نتائج كرة القدم السعودية فقط، وإنما أثر على المجتمع وعلى ترابطه وهو أحوج ما يكون إلى أن يكون قوياً في روابطه وعلاقاته ولا يؤدي الأمر إلى التأثير بما يكتب أو يقال من ساقط القول في الفضائيات. أتمنى من وزارة الإعلام عدم أهمال ما يحدث وإعداد دراسة عاجلة وأنظمة ولوائح توقف كل متجاوز عنده حده، ولا مانع من أن يجلس الإعلامي في بيته ويوقف ويبعد عن الظهور والكتابة ما دام يقدم بضاعة هابطة مؤثره سلباً على الوطن والمواطن. ولا يبقى إلا من يقدر قيمة الكلمة وأبعادها لدى المتلقي الشاب والمراهق الذي يتأثر سواء قرأ أو شاهد مثل هذه الأطروحات السلبية وبعد خلو الساحة الإعلامية من هؤلاء ومن يسير على نهجهم سيشاهد الجميع رياضة نقية، وأجواء صحية تقضي على التعصب والاحتقان وتستبدله بالمثالية والحب ويحل لم الشمل على حب الوطن ومصلحته وتبتعد الفرقة وتعليقات التويتر الهابطة.