المتأمل في أحوالنا هذه الأيام وربما في ماضي ليس ببعيد يجد أن ثقافة اللامبالاة تنطبق على فئة هي ليست قليلة في مجتمعنا واستطيع أن اختزلها هنا بكلمة دارجة كثيرا ما نسمعها حين نريد علاج قضايا عديدة ومهمة تمس مباشرة حياة ومعيشة المواطن أو حتى الوطن وهي (مَشِّ حَالَك) وأنا لا اشك أن الجميع قد سمع هذه الكلمة وربما ترددت كثيرا على مسامعنا في أكثر من مناسبة ..!! فالمعنى الحقيقي لكلمة (مَشِّ حَالَك) يمكن أن يشرح مدلولها المثل القائل (أصبر على من حولك حتى يأتيك الفرج) وهي كلمة حق أريد فعلا بها باطلا فالصبر صفة محمودة ولكن التغاضي عن الفساد بجميع وجوهه والصبر عليه هو مشاركة مباشرة في استفحاله وانتشاره فعندما نجد قصورا في خدمات مقدمة لمواطنين ونحاول أن نجد حلولا لها أو نحاول أن نكشف أوجه الفساد في هذا القصور تجد من يخرج عليك ويقول بكل بساطه يا أخي (مَشِّ حَالَك)....!! فاللامبالاة والإهمال والتقاعس عن أداء الواجب وعدم احترام النظام والفشل في البحث عن الأفضل وعدم نشر ثقافة الجودة في أداء العمل وتطوير الذات وكذلك التقاعس عن كشف الفساد والبحث عن مكامن الخلل والحث على إيجاد الحلول المناسبة والعمل الجاد وكذلك أشياء أخرى صارت تجابه بجمله انهزاميه لا تدل إلا على السلبية وهي (مَشِّ حَالَك) مع أن هذه الجملة تتكون من كلمتين ولكن تحمل في مضمونها معنى خطير يحارب الإبداع ويدل على الانهزامية والسلبية البغيضة فهي ضد التطور والشفافية وتجاري أمواج الفساد فيصبح قائلها راكبا للموجه وهو لا يعلم ما تحمله له من خير أو شر فالمهم هو (مَشِّ حَالَك) .!! ولا أعلم حقا من أين جاءت هذه الثقافة والتي تمثله جمله تعتمد في مدلولها على السلبية مع أنها تخالف وبشكل كامل وجذري ثقافتنا الإسلامية التي تحثنا على البذل والعطاء والمثابرة والإبداع وإتقان العمل وعدم التغاضي عن الفساد أو المفسدين وعدم السكوت عنهم وبما يخدم مجتمعنا ويساعد على تطوره فلابد عن نعود أنفسنا على البحث عن الكمال وتقديم الأفضل والتخلص من الروح الانهزامية والسلبية وان نستبدل كلمة (مَشِّ حَالَك) إلى ما هو أفضل رفعة لهذا البلد فتكون العزة لنا نستقيها بإذن من الله من ثقافتنا الإسلامية التي نعتز بها ونفتخر. هاني حمد النجم