هناك لغة مفقودة كثيراً بين الكاتب والقراء يدل عليه تغريد الكاتب خارج سرب هموم قرائه، والذين تجد في ردود أفعالهم لما كُتب تشنجا غير مبرر ، وربما كان ذلك بسبب عدم توافقهم مع ما طُرح عليهم،وكأن المفترض على الكاتب أن يكون صدى لما يدور في ألسنتهم دائماً وهذا مستحيل. *القارئ يجلس في بيته متكئا على الأريكة ويطلع على المقالات يمنة ويسرة ثم يتحفظ على كاتب المقال دون أن يفهم الفكرة المكتوبة جيداً فيعلق مهاجماً ومستحضراً جميع كلمات التصغير والاحتقار لكاتب المقال،ولم يسأل نفسه هذا السؤال.. ألا يكفي أن الكاتب حاول إثراء فكرة ما وفق رؤيته وإمكاناته ؟ *لا يمنع هذا وجود كُتاب يحاولون الاهتمام بالمفردة دون الفكرة أو العكس،وهذا خلل كبير يؤدي بالمقال وبالتالي بالكاتب إلى النهاية . *الكتابة ضد الأشخاص حُمق يُمارس بكثرة ، أما الكتابة باتجاه الأفكار فهو جدير بالقراءة والمناقشة سواء وافقناه أو خالفناه، وسيتقبل هذا الخلاف حتماً إذا كان فعلاً يكتب عن فكرة لا عن شخص . *لاريب أن هناك قراء يصنعون هالة لا مبرر لها حول كُتاب معينين ومنبع هذه الهالة أنه لم يحاول فقط محاولة ولو مرة واحدة أن يكتب مايجول في خاطره ولو فعلها خاصة مع سهولة النشر في ظل وسائل الاتصال الحديثة لتيقن أن تلك الهالة لامبرر لها وأنه وضع هالة لأشخاص مُجتهدين وقد يكونوا مجيدين لكنهم لم يأتوا بما أتى به أينشتين ولا سارتر ولا الغزالي ولا العقاد،بل إن أغلبهم يجيد "التنظير" أكثر من الكتابة!نفسها. *الكُتاب أنواع فهناك من يكتب وفق قناعته دون فرضها وهناك من يكتب لمجرد الظهور وهناك من يكتب على طريقة مايطلبه القارئون وإن خالف مبدأه وقناعته وهناك الأسواء وهو من يكتب تزلفاً لمسئول بُغية الاستفادة أو لرمز ذو شعبية مستجدياً كلمات الثناء من جمهوره. *الكاتب الذي يكتب حلولاً عن مايتداوله الناس في لحظته ويتجرأ على من بيده مصائرهم المعيشية،يختصر طريقاً طويلاً للشهرة،هذا إذا سلم هو تحديداً ممن بيده مصائر تلكم الناس؟ **كانت هذه النقاط ملاحظات -قارئ بسيط-،يتمنى أن يقترب الكُتاب من حس الشارع دون أن يكون ذلك على حساب قناعاتهم ومبادئهم،لأنك لن تحترم من يغير قناعاته من أجل الناس وليس من أجل أنه اقتنع بخطئه،بنفس الوقت يتمنى على القراء مثله أن يفرقون بين من يكتب لأجندة خاصة به أو بمن حرضه وبين آخر يكتب وفق اجتهاده وإطلاعه حتى وإن جانبه الصواب. وقفة: الكتابة التي لا تتميز بميزة ما، قصيرة العمر، سريعة الاندثار قليلة التأثير أو عديمة الأثر .."سلام خياط" من كتاب (إقرأ .. صناعة الكتابة وأسرار اللغة) سلطان بن عبدالرحمن الفراج Twitter.com/sultanalfaraj [email protected]