فاصلة: ((الكتابة هي رسم الصوت)) - حكمة فرنسية- أصعب مقالة يكتبها الكاتب تلك التي تأتي من قناعات لديه لم يستطع تغييرها فمثلاً لدى معظمنا قناعة بأن وقت الأعياد والإجازات الأسبوعية هو وقت ميّت لا يلتفت الناس إلى الصحف ولا يحب الكتّاب أن تنشر زواياهم أو أعمدتهم الصحفية فيه، ولذلك إما أن يعتذروا عن الكتابة وإما أن يتثاقلوها ان التزموا بالكتابة فمهما حصلوا على فكرة جيدة للنقاش فإنهم يأجّلون نقاشها إلى توقيت آخر. هذه القناعة غير صحيحة، فالقارئ يبحث عن كاتبه في أي وقتٍ يكتب فيه، بالإضافة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مثل منظمات التسويق غير الربحية لمقالات الكتاب، فالكاتب يضع رابط مقالته الإلكتروني فيها بحثاً عن مزيدٍ من القراء أو نوعيات مختلفة منهم بحسب متابعيهم إن كان في «تويتر» أو «الفيس بوك». الواقع أنه ليس بعض القناعات وحدها من تجعل الكتابة صعبة في وقت كالعيد لكن أيضاً انشغال ذهن الإنسان ووقته بهذه المناسبة بما يجعل من الصعب أن يخلو بنفسه ليكتب البعض الذي يعتقد أن الكتابة سهلة، لأنها مجرد فكرة هو بذلك يسطّح عملية الكتابة لأن الأفكار ليست سهلة، وعلى الرغم من أنها على قارعة الطريق كما يقال إلا أن تناولها هو الصعب بمعنى كيف تتعاطى مع الفكرة لتوصلها إلى القارئ لأن هذا العامل تحديداً يتحكم به أمور كثيرة مثل نفسية الكاتب وفكره وطابعه الذي يتجلى مع استمراريته في الكتابة، وهذا ما يفسر انتقاد القراء لبعض مقالات الكتّاب المتابعين له، حيث ألفوا أسلوبه وتعرفوا على شخصيته فإذا كان حزيناً أو متوتراً أو مشتت الذهن فإن حروفه تنطق وإن حاول أن ينفصل عن ذاته ليكتب للقارئ. فالكاتب في رأيي هو الذي يصدق مع ذاته قبل أن يصدق مع قرائه، لذلك اسمحوا لي أن أعترف بأني لم أجد اليوم فكرة أكتبها لكم فشكوت لكم سوء الحال. [email protected]