الناس ، بطباعهم وبصفاتهم وخِصالهم "مختلفون" فكلّ شخص يعيش حياته بالنّمط الذي ترسُمه له طِباعه التي خُلِق عليها ، وصِفاته التي اكتسبها من تعاملاته في الحياة .فلا وجود لشخص قاسي القلب أو متبلّد ولا حتى غريب الأطوار ، بل الصحيح أنَّ هناك شخص نجد مفتاح باب قلبه بسهولة وشخص لم نستطع إيجاد مفتاح باب قلبه حتّى الآن وآخر -وهو مِن القلّة- ضيّع مفتاح باب قلبه بنفسه للأبد لأنّه لا يريد إدخال أحد ! كذلك قد يكره الشخص أحداً ليس لأنه فعلاً كريه ولا يُطاق ، لكن كل ما في الأمر أنّه فقط لم يأتيه مِن الباب الذي يحب أنْ يطرقه أم أنه زار قلبه بكلمة تغضبه أو تجرحه أم أنّه كما قال نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم : (الأرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فما تَعارَفَ مِنْها ائْتَلَفَ وَما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ) صحيح البخاري . وعلى هذا الأساس يُعامِل الشخص مَن حوله ، فتتكوَّن لديه نظرة لكل شخص يتعامل معه ، نظرة تميّزه عن غيره . أي مثلاً : البعض يرى أحداً كَ "ملجأ" يُختبئ به حتى يحين هروب خوفهم وفزعهم وكذلك قلقهم مِن حياتهم فيطمئنّوا فيخرجوا منه غير آسفين عليه ! والبعض الآخر يُشعِل أحداً بال"مدفئة" ليُذوّب أمامه برد الشوق وصقيع الاحتياج لِحين تعرّقهم من الدفء وتشبّعهم من الاحتواء فيرحلوا دون أنْ يلتفتوا للوراء . كذلك هناك مَن يقف عند أحد كَ "محطّة" يُريح به نفسه ويزيح فيه ما ثَقُل على كاهله ويقطع وقت فراغه حتى يستعيد نشاطه ويكمل مشوار حياته بدونه . والأغلب منهم مَن يستخدم أحداً كال "آلة" القادرة على صُنع متطلّباتهم بكل احترافية ودون مقابل ولا حتى إكرامية ! أما البعض وهم من القلائل فلا يرون أحداً إلا كما "هو" عليه ، بقُبحه قبل جماله ، وفوق ذلك هم الباقون ، ومُلّاك القلب الوحيدون وغيرهم فقط "زوّار غير مرغوب بهم" . لذا فلنعطي كُلَّ ذي حقٍ حقّه ، ومهما كانت نظرتنا علينا أنْ ُنحسِن الظن دائماً وأبداً كما قال تعالى : { إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْم } سورة الحجرات -12. وأخيراً ما أردتُ قوله هو أنّنا خُلِقنا "مختلفين" لا لنتشاجر أو لنكره بعضنا أو ل ألا نتقبّل غيرنا لمجرد أنّه لا يشابهنا ، بل لنتكامل ولنتشارك ف "نتحَّاب" . جمانة الرجيعي