في رحاب دين يعتني بكل ما دق وجل في حياة الفرد والجماعة . اعتنى الدين الحنيف بالروابط الاجتماعية وقوض كل ما يؤدي للفرقة والشتات سواء داخل اصغر لبناة المجتمع ممثلة بالأسرة أو ما هو أكثر واكبر حتى وصل للعلاقة الأممية . ما يعنينا هنا وما أنا يصدده العلاقة بين المسئول أي كان موقعه والمستفيد من خدماته من المواطنين وكيفية إدارة تلك العلاقة بحميمة تحقق كل ما يأمله المواطن ويحقق أهداف المسول في تنفيذ عمله بشكل راقي وحضاري يحفظ كرامة المواطن وهيبة النظام الذي يمثله المسول ويسعى لتنفيذه بطرق احترافية تحتوي كل من يحتاج لمساعدة بكل صدر رحب وابتسامة ضافية تجعل المراجع يشعر بالراحة لحين تلبية مطالبه وإن امتد انتظاره لساعات . كتب الله وساقتني الأقدار خلال بداية هذا الشهر الكريم أن التقي بأحد مديري الدوائر الحكومية الخدمية الإنسانية في منطقة جازان وخلال فترة وجيزة شاهدت نموذج راقي ومثال يحتذي في التعامل الحضاري مع مرتادي دائرته التي تخدم المئات يومياً من مختلف فئات المجتمع ومن كافة الأعمار من الجنسين . ندرك جميعاً أن شهر رمضان و الصوم قد تم الترويج له بطريقة خاطئة من ناحية أن الناس وهم يشعرون بالجوع والعطش وخاصة في مثل أيامنا هذه في فصل الصيف تكون أعصابهم أقرب للانفلات في حين ترتفع أصواتهم ويزيد تذمرهم . وأنا لا اسلم بأن ذلك هو من مقاصد التربوية لكن ذلك مما تعارف عليه الناس ألا من رحم الله . في ظل هذه المعطيات يكون الاختبار أكثر قسوة وأشد حدة على من يتعامل مع سيل من البشر جاء يتصبب عرقاً ويلهث لعله يجد موطئ قدم بين هذه الحشود وفي مخيلته إنجاز معاملته في دقائق معدودة . وفي ظل العشوائية بين المراجعين وعدم الهدوء والتقيد بالتنظيم في طوابير الانتظار . ترتفع الأصوات وتتعالى بدخول أفواج جديدة ,يحمل كل واحد هماً ووضعاً مختلفاً عن من بجواره , يزيد الزحام ويزيد الطرق على الأبواب البعيدة عن نوافذ تقديم الخدمة كل يحاول بمختلف الطرق الوصول لمبتغاه في إنهاء ما جاء من اجله بعيداً عن صفوف الانتظار رافضاً الانتظار واخذ دوره للوصول لنوافذ الموظفين , كل يقدم أعذاراً ومبررات حتى يصل في النهاية لرفع الصوت والتذمر وقد سمعت احدهم هداه الله يطلق الفاض لا تليق في غير رمضان فكيف وهو صائم , جاء بعده بثوان أخر يهدد ويتوعد بطرق استفزازية الأكيد أن ذلك ناجم عن ضغوط حقيقية ولا اعتقد أن ذلك يعد من الطرق المبتكرة لإنهاء إجراءاته قبل من سبقه في الحضور من الصباح الباكر .!!! كل هذه الحالات وقدرت غيرها وبتكرار يومي بحاجة لتعامل مختلف وحس إنساني وأخلاقي راقي يعيد لكل حالة اتزانها وهدوؤها لحين خدمتها بما لا يزيد الوضع سواً أو يؤثر على بقية المراجعين في الحفاظ على حقوقهم في الوقت بأسرع وقت ممكن . شاهدت بنفسي كل ما سبق وهذا المسئول خارج مكتبه المكان المخصص لعمله ليعالج كل حالة على حدة بهدوء ملفت وأسلوب حضاري . يهدئ النفوس ويرد على كل تساؤل بطريقة تجعل من كان قبل دقائق يكيل الشتائم ويرفع الصوت ويهدد ويتوعد يعود لهدءوه متفهماً حقيقة الأمر منتظراً دوره بهدوء وقد تبدل حال الثوران إلى هدوء . ما شدني ورغبت في إيصاله لكم هذا النموذج المشرف الذي اسأل الله أن أراه في كافة المواقع الحكومية والخاصة . مع اليقين أن ذلك من أوجب واجباته وفي صلب عمل من يراقب الله في ما أوكل له من أمانه ليتمتع المواطن الذي تكرمه حكومتنا بكافة الخدمات وفق ما تريده هذه الخلافة الراشدة على هذا التراب الطاهر . حاولت أن اعرف مقومات هذا التعامل الراقي والهدوء الملفت من خلال حواري معه ففي اعتقادي أن هذا النموذج ينبغي تعميمه والاستفادة من خبرته إدارياً وخدمياً بخلاف أن ما يقدمه يستحق الإشادة والتكريم وإنصاف هذه الطاقة الوطنية بما تستحق ليستمر العطاء ويزيد من الجهد لخدمة وطنه . وكما ذكرت سابقاً في أبجديات التعامل مع الناس نلج في قالب هذا التميز والسيطرة والرقي في التعامل مع مئات الأشخاص من مختلف الخلفيات العلمية والعمرية و الأسرية من خلال رأي صاحب هذا التميز . وإن سلمنا بتواجدنا في مجتمع واحد وثقافة واحدة لكن أن تصارع جميع التصرفات المنبثقة من اختلاف في الطبائع ونتاج متغيرات في النفسيات تحت مختلف الظروف الوقتية والمناخية والمخالطة لطاقات الروحية . كل ذلك يحتاج بالضرورة لدراية وتركيبة جسمية ونفسية مع يقيننا بأن الوازع الديني عامل مهم في التعامل الحسن مع من تقدم لهم الخدمة على غرار مبادئ العمل الجماعي ومن موقع القيادة . هذا المسئول الذي الذي حدثتكم عنه هو الاستاذ سامي علي حملي مدير مكتب ضمان جازان بالإنابة دار بيني وبينه حوار مقتضب فهت منه حصوله على العديد من الدورات في مجال التعامل الأمثل مع المراجعين لكن ما شاهدته يتجاوز التحصيل العلمي من خلال دورات بسيطة ففي اعتقادي أن ذلك الدور التربوي الذي تلقاه في نشأته له أثر كبير في صياغة هذا الخلق ليخرج لناس كما شاهدت ولا أزكيه على الله . شدني وأثلج صدري هذا النموذج الذي احببت أن انقل لكم بعض جوانب ما شاهدته سائلاً الله أن نرى نماذج كهذا النموذج تعم ليعم التعامل الراقي في كل ما يمس المواطن ويخدم الوطن ختاماً اسأل الله لي ولكم القبول والتوفيق شاكراً لكم تخصيص هذا الوقت الثمين لقراءة ما اكتب نلتقي بإذن الله قريباً حسين مفرح الفيفي [email protected]