عندما كنت صغيرا وأستمتع بتعجب إلى روايات الذين زاروا الإمارات العربية المتحدة وبقيت هذه الروايات محفورة في ذاكرتي حتى شاهدتها عيانا في شرقي مدينة بريدة, ومن تلك الروايات والأخبار أنك تنطلق في طريق سريع فيه جميع الإرشادات المرورية والخدمات البلدية ثم فجأة ينتهي الطريق السريع ويصبح طريق مزدوج ليس فيه أي خدمات, وكنت أحلل هذه الرواية تحليل فطري طفولي أن الميزانية لهذا الطريق انتهت وسوف يكتمل لاحقا وغيرها من التحليلات التي تسير على هذا المنوال, ولكن المفاجأة أن تحليلي الطفولي السابق لم يستوعب طريق الجراد الذي يقع في شرقي مدينة بريدة, فالطريق يعرفه أكثر المتنزهين جيدا حيث يتفرع الطريق من الدائري الشرقي وبدون أي خدمات أو حتى أكتاف للطريق أو لوحات إرشادية ثم بعد فترة تأتي الأكتاف واللوحات الإرشادية والخطوط التوضيحية الأرضية, وتظن وأنت في الطريق أنك ستتصل بطريق سريع ربما يكون للرياض (العاصمة) لكن المفاجأة أن الطريق ينتهي ويكون ردمية, عندما وصلت لأصحابي أخبرتهم بما رأيت فقالوا احمد ربك الطريق تمت سفلتته من الآخر فقط يعني ردمية ثم إسفلت فيه كل الخدمات ثم ردمية, فقلت ماهو السبب فقالوا أن الذي بجوار الدائري يتبع البلدية والذي بعده يتبع المواصلات!!! أنا ليس لدي أي مصلحة شخصية من هذا الطريق إلا النوح على الخدمات التي تقدم للمواطن بهذه الصورة, وأخشى أن طريق الجراد صورة مصغرة للمشاريع العملاقة التي تقيمها الدولة, فنجد القطارات بدون أرصفة للركاب والمطارات بدون مدارج للطائرات والجامعات بدون أساتذة والمدن الصناعية بدون عمالة, وسبب ذلك يعود لعدم التنسيق والتكامل بين الوزارات. إلى اللقاء علي بن سليمان الفوزان [email protected]