كثيراً ما نرى ونشاهد صبغات وتقاليع أفرنجية ليس بها وصمة عربية أو شرقية لا من قريب ولا من بعيد بداية من تقاليع الرأس " على هيئة الديك " ومروراً بسراويل إلى منتصف الساقين " إن كان لديه بقايا من الحياء " ووصولا إلى أساور تثقل المعصمين وخواتم بلاستيكية وسيوف في شعر الوجه وخناجر وتقاطع طرق وإشارات مرور لم يبقى إلا مركبة ساهر تقف ناحية الآذنين !! أنها وبلا فخر ماركة إفرنجية دخيلة وبلبلة تغريب أصابت أدمغة أبنائنا حقروا معها عادتنا وأصبحت رجعية بالية وعظموا تلك الأخرى حتى مع مثقفينا حينما يقرؤون حكمة لفيلسوف غربي أو عالم فيزيائي يهزون رؤوسهم أكباراً لها وإعجابا بها بينما يجعدون جباههم ويسخرون من مثلها لأحد علماء الشرق " العرب " متى تفيق الشعوب العربية متى يفيق من أعوج لسانه بكلمة عربية وأخرى انجليزية في حديثه العابر " لكي " يصير من أوائل المتقدمين والمتحضرين لقد بتنا نشكو ضياع مجدنا حتى في لغتنا التي نزل بها خير الكتب وملابسنا وأفهمانا فمن يعيد لنا ذلك المجد ؟ واعتزازنا بعربيتنا وأخلاقنا وثقتنا بأنفسنا كآمة خالدة لها من الأمجاد ما سطرته الأقلام وما تناقلته الحناجر وما مكث في المخطوطات وبلاطات السلاطين والملوك أيها الشباب فاخروا بعربيتكم اخترعوا بها أصقلوا مواهبكم بأبجدياتها أنيروا مغارب الأرض ومشارقها أجعلوهم مقلدين لكم لما لا أوليس أجدادكم من فكك رموز الطب الذين تفوقوا فيه الآن أنزعوا عباءة التقليد من على أجسادكم قاوموا إغراءات التغريب والمحاكاة حرروا مدارك التفكير المنغلق في سطحية تفكيركم أصبحنا مستهلكين حتى في أبسط الضروريات اليومية في حياتنا لا نستطيع الفكاك من التبعية عبدالرحمن الشهري