الحمد الله الموفق لكل خير و الهادي لكل عمل رشيد فما من نعمة إلا ومنه سبحانه و تعالى نحمده على ما أملاه من نعمة الإتلاف و الولاء و الطاعه فجعلنا جسداً واحد نتألم لبعض و نفرح في وقت الفرح . و لم أتكلم في مقدمتي هذه عن المواطنين فحسب بل أن هذا الجسد شمل الحكومة و الشعب , الراعي و الرعية . و إنها لمن نعمه الكثار, و أفضاله الغزار التى لا تعد و لا تحصى أن جعلنا في بلد مبارك برزت وتجلت فيه معالم الأخوة و الرحمة و الإرتباط . فبالأمس حزن الشعب بالوعكة التي ألمت بخادم الحرمين الشريفين أمهل الله في عمره و ألبسه لباس الصحة و العافيه فحزن الصغير قبل الكبير, و المرأة قبل الرجل، فحالهم بين متابع و سأل ليس ذلك محصوراً على أهل المدينة و المثقفين بل من يعيش في البراري يتابعون ويدعون له بالشفاء ومالبثنى إلا قليل و إذ بناء نستبشر بقدومه و عودته إلى وطنه و أبناءه سالماً معافى. وما إن وصل إلا و حلت بشائر من رب العزة و الجلال تجري على يديه لشعبه على إختلاف أطيافه . وقد بادله الشعب على فئاته المختلفه هذه الفرحة . فما نسمع به و نقرأه في الصحف المحليه عن بزوغ شمس مسابقة شاعر الملك التي تكفل بها رجل من أبناء هذا الشعب الوفي و مثالاً من أمثلة البذل و العطاء و الإحساس بالمسؤليه تجاه بلادهم حكومتاً و شعباً و التى تكفل بها رجل الأعمال مسعد بن سعود بن سمار بارك ربي في جهوده وبدون عائد ربحي أكثر الله من أمثاله، محبي الخير، و الساعين في إظهار اللحمة بين الوطن و المواطن, و الفخر بحكامها أهل السنة و الصلاح, و تبث عبر قناة المرقاب الفضائية . فالمتأمل فيها يخلُص بعدة وقفات يُستفاد منها : الوقفة الآولى :- مع الشعر . لقد أدى الشعر دوراً بارزاً في نشر رسالة الإسلام و قدم الشعراء رسالات بارزة في ذلك . فهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " الشعر حسنه حسن و قبيحه قبيح " ولقد تقرر لدى العلماء أن الشعر بمنزلة الكلام فحسنه حسن و قبيحه قبيح , فكل ما كان حسن مقبول فهو جائز . الوقفة الثانية :- أن في هذه المسابقة إظهار للحمة بين الوطن و المواطن لكونها تختص في شخصية إمام المسلمين و ما تم في عهده المبارك من إصلاحات يتكلم بها الجاحد قبل المنصف و الكاره قبل المحب . فهي مبادلة خير و وفاء من شعب نبيل إلى حاكم كريم يحب شعبه و يبادله المحبة و الوفاء . الوقفة الثالثة :- شكر و تقدير لسعادة الشيخ مسعد بن سعود بن سمار على هذا الدعم الكريم فهو دعم وطني في وجه مشروع :-"فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف و في كلٍ خير " كما في حديث المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه . فالقوه لفظ عام يندرج تحته قوة الإيمان, و قوة التوكل على الرحمن, و قوة الدعم في سبيل الله, و ما يكون في دعم المجتمع على تنوع الدعم الإجتماعي ومن أفضله ما تكون فيه المحافظة على إظهار الترابط بين الشعب و الحاكم و إغلاق أبواب الفتن على أهلها في صورة تتجلى و تتضح في مثل هذه المسابقه . الوقفة الرابعة :- أن هذه المسابقة لم تنشئ على أساس ربحي و فتح باب التصويت الذي لا تخلوا منه المسابقات في وقتنا الحاضر و ما يكون فيها من غش فمن الممكن أن يتقدم الأقل على الأفضل بسبب الترشيح , ناهيك عما يكون من إضاعة المال الذي أمر الإنسان بحفظه . الوقفة الخامسة :- فرحُ أطياف المجتمع بهذه المسابقة التي لم يكون بها عائد مادي على الراعي لها إذ أنها دُعمت دعماً لا يرجى له ثمناً أو عائداً مادياً إلا فتح باب التنافس و التقديم والمبادرة تجاه حكومتهم الرشيدة , و في شخص كشخصية الملك عبدالله بن عبد العزيز أمهل الله في عمره الذي يعجز الإنسان عن حصر إنجازاته و مواقفه الإنسانية ليست مقصورة على المملكة و شعبها فحسب بل إنجازات عالمية و مواقف مشرفه . إنما صغته في هذه المواقف التي أتت على عجالة إلا بعد ما قرأته عن المسابقة في الصحف المحلية و تابعت نشاطاتها وما أسست عليه, و أنا في إعتقادي أنني لم أوفيها حقها لكن أسئل الله البركة من عنده . اللهم أجعلنا هداه مهتدين لا ضالين و لا مضلين، و نسألك أن توفق ولي أمرنا لما تحب و ترضاه و أن تعينه على أمر الدين و الدنيا . و أن يوفق القائمين على هذه المسابقة لكل خير إنه ولي ذلك و القادر عليه . المشرف العام على دار أم سلمة لتحفيظ القرآن الكريم بعرجاء عبدالرحمن بن عبيد السدر