لم تكن مبادرة رجل الأعمال الأستاذ مسعد بن سعود بن سمار العتيبي بتبني فكرة مسابقة "شاعر الملك" أمراً مستغرباً على مواطن مخلص حمل على عاتقه الكثير رغبة في إبراز ما يكنه من مشاعر تجاه هذا الوطن العزيز، وقيادته الكريمة بل إن مثل هذا العمل الكبير يبرز ما يكنه الجميع صغاراً وكبار، رجالاً ونساءً لقائد هذه البلاد المباركة من محبة صادقة ظهرت وتجلت في الكثير من المواقف لعل من بينها حين عاد -حفظه الله- من رحلته العلاجية الطويلة بصحة وسلامة، وحمل مع عودته تلك الكثير من بشائر الخير، وأوامر الكرم فكان كعادته مع أبنائه جزل العطاء يعطيهم بسخاء. مسابقة شاعر الملك والتي نظمتها قناة المرقاب الفضائية قبل عدة أشهر والتي اختتمت قبل أيام قليلة، والتي رصد لها جوائز مالية ضخمة قلما تشهدها مسابقة ثقافية مهما بلغ حجمها، فالجوائز كانت كثيرة وذات قيمة مالية عالية وتم تقديمها بطريقة جميلة بعيدة عن الربحية أو النظرة المادية الصرفة التي تغطي الكثير من المسابقات الثقافية أو الشعرية في مختلف المجالات،وتنافس من خلالها العديد من الشعراء من مختلف مناطق المملكة بل حتى من خارجها رغبة في تقديم كل ما لديهم من مفردات رزينة،وكلمات مثقلة بالمعاني لتكون وصفاً لشخصية القائد، وبعض منجزاته إذا ما أيقنا بأن حصر تلك المنجزات أمر يزداد صعوبة في ظل ما صنعه هذا القائد في فترة زمنية قصيرة كان خلالها الحاضر بهمه،وفكره،وقلبه،وماله ليكون الوطن هو الأول، والمواطن هو المستفيد الأول. لقد تناثرت آلاف القصائد الشعرية من كل حدب، وصوب تعلن مشاركتها بهذه المناسبة الغالية،وتؤكد بشتى الطرق محبتها لهذا الرجل الصادق المحب للخير. لقد تبارى بعد ذلك الشعراء الشبان على مسرح المنافسة على حلقات متتابعة عبر بث مباشر، وحضور رسمي كبير أعطى المناسبة هيبتها، وقيمتها على مدى شهرين كاملين كانت المنافسة قوية بلغت حد الإثارة البعيدة كل البعد عن الشد العصبي أو الاعتراض الرسمي على قرار لجنة موقرة تم إنتقاء أعضاءها بعناية فائقة من خيرة المثقفين،والمنتمين لفطاحل الشعراء،والنقاد المحنكين أصحاب الخبرة العريضة، والنظرة البعيدة حتى تعطي رأيها الصريح المستند على تعليمات مسبقة،وتنظيمات دقيقة،وأطر وافية تم شرحها من قبل لتكون الصورة للجميع أكثر وضوحاً. انتهت تلك المنافسات المثيرة بأحداثها الطويلة،وفصولها المتسلسلة وترشح للحلقة الختامية خمسة من خيرة الشبان المهرة الذين يجيدون صياغة الكلمة،وحياكة المعنى للوصول إلى المضمون بطريقة سلسلة بعيدة كل البعد عن التعقيد الممل أو التطويل المخل، وحين أعلن في الختام الدكتور الشاعر حمد العصيمي فائزاً بلقب المسابقة الكبير ظل الجمهور العريض الذي حظر بكثافة يصفق للفائز الذي حصد اللقب وناله من يد راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز الذي شرف المكان ووقف داعماً، ومشجعاً للمشاركين على مسرح المنافسة فأعطى حضوره توهجاً جميلاً ورونقاً خاصاً لحلقة الختام، والتي ازدانت بالعديد من الفعاليات المختلفة والمشاركات الوطنية التي لاقت استحسان الحاضرين. الشكر كل الشكر لرجل الأعمال المعروف الأستاذ مسعد بن سعود بن سمار العتيبي على هذه المبادرة الوطنية الرائدة التي تعكس صدق المواطنة، وحب الوطن، والشكر موصول لكل من أسهم في نجاح هذه التظاهرة الوطنية الفريدة بالدعم المعنوي، والحضور الجسدي، والتفاعل الفكري، وعلى دروب الخير والحب دوماً نلتقي مع محفل وطني جديد على هذه الأرض الطاهرة وبسواعد أبنائها المخلصين. ليكتمل البناء، وتسير عجلة النماء.