غالبا ما يضع الافراد , أمامهم مثالاً , و قدوة و رمزاً, يتبعونه و يجعلونه لهم المثل الاعلي , و نستطيع القول أنهم يعطونه صورة البَطل. و يختلف هذا البَطل و يتنوع , بأختلاف و تنوع أشكال الثقافة و المعرفة , الصانعة و المُشكِلة لشخصية الفرد , و أيضا تلعب الاهتمامات الشخصية للفرد و النواقص الذاتية الموجودة لديه , في بروز زيادة حاجته و رغبته في بَطل , يختفي عنده النقص الموجود لديه في ذلك البَطل الذي أختاره. و تلعب أيضا الجاذبية الشخصية للبَطل , دورا مهما في عملية أستقطاب الافراد المنقادين أليه , و هذا الانقياد يضع صفة أخري ملازمة للبَطل , و هي صفة القيادة. فمن هو بطل تتلازم معه القيادة , التي ترغمه علي عمل حالة من التواصل المطلوب منه , نحو من أختاره و تبعه كقائد و رمز , و هذا التواصل أيضا , يفرض حالة أخري لدي البطل القائد , و هي معرفته و ألمامه بنوعية و أسلوب الخطاب , الذي يوجهه و يلقيه ألي أتباعه و مؤيديه. و يوجد لدي القائد البَطل , نوع من الضغط الذهني و الفكري الواقع عليه و المنصب نحوه و في أتجاهه , حيث يجب عليه أن يفكر للأخرين, و لنفسه و لذاته في الوقت نفسه , و أي خلل و خطأ في عملية أستنباط الفكرة , تؤدي الي زعزعة نظرة الاخرين له كقائد , و تَزيد من رغبة التغيير و التبديل ألي قائد مختلف و الي بَطل أخر. هذه كانت بعض من الصفات التي توجد لدي البَطل , و لكن ماذا عن أختيارنا نحن لهذا البَطل؟ و هل هذا الاختيار صحيح أم خاطيء؟ لقد ذكرنا أنفا: أن الثقافة الموجودة لدي الانسان تلعب دورا في تنوع و أختلاف صور و شكل البطل , و نحن نزيد هذا الكلام بالقول: أن نوعية الثقافة , تلعب أيضا الدور الاكبر في عملية الاختيارالصحيح. فصحة و حقيقة الثقافة , تضمن صحة الاختيار للقائد الَبطل , و هذا الاختيار أن تم بصورة صحيحة ,فأنه سيؤدي ألي خلق فرد , يتوجه و يسير في الاتجاه السليم و الطريق المناسب , حيث هو ينقاد و يتبع قائداً , تتوافر فيه صفات و شروط البَطل الحقيقي . أن الافراد قد يضعون لأنفسهم قدوة و مثلا فاسدا و مخربا , يسير بهم الي الدمار و الانحلال الاخلاقي , لذلك فأن البحث عن ثقافة سليمة أمر حيوي و لازم , لمنع حدوث أي ضياع و دمار في حياة الفرد من الناحية الاجتماعية و الاخلاقية والسياسية. الدكتور عادل رضا [email protected]